ويَنْضاف إِلى ما ذَكَرَ المصنف - يرحمه الله - فرق ثالث وهو: أن جملة مشركي زمن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إنما كان شركهم في توحيد الألوهية ولم يكن في توحيد الربوبية، خلافاً لشرك المتأخرين فإن الشرك واقع بكثرة في الربوبية كما أنه واقع في الإلهية فهم يجعلون غير الله خالقاً ورازقاً ومحيياً ومميتاً ونحو ذلك.
ولنذكر على ذلك مَثَلين:
أما الأول:
فما حكاه صاحب كتاب [مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني] راوياً عن الرفاعي أنه قال: ''توفي أحد خدام الغوث الأعظم، وجاءت زوجته إِلى الغوث، فتضرعت والتجأت إِلَيْهِ وطلبت حياة زوجها، فتوجه الغوث إِلى المراقبة، ثم أتى بروح ذلك الزوج بسطوته على ملك الموت'' هذا حاصله.
وأما الثاني:
فما ذكره صاحب كتاب: [معارج الألباب] أنه بعضهم يَقُول منادياً وليَّه: (يا خالق الولد الذي تخلقه مطهور) ، وبعضهم يُخْبر فيقول: (والله أما الوليّ فإنه يحيى الموتى، وأما الولي فلان فإنه حي لا يموت) .
في بعض النسخ (في زمننا أكبر الاعتقاد) وهي من الاصطلاحات والأسماء التي سبق شرحها.