دونه في حالة الضر وفي حالة الرخاء؛ فافترق هؤلاء عن أولئك.
وأمر يَتَعَلَّق بالْمُشرَك به ما نوعيته
فإن الأولين الذين بُعث فيهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كانوا لا يرجون ولا يدعون ولا يشركون مع الله أو من دونه غيره إلا أحد صنفين:
أما الصنف الأول:
فهو من له مكانة ورفعة عند الله - عز وجل - كوَلِيٍّ ونبي ومَلَك ونحو ذلك.
وأما الصنف الثاني:
فمن لم يُعْرَف بفسوقه وفجوره بل هو من جنس المخلوقات القانتة المطيعة لله - سبحانه وتعالى -، كشجر وحجر ونحو ذلك.
خلافاً لأهل زمنه فإنهم يشركون مع الله من هو معروف بالفسق والفجور، ومن أمثلة ما يفعله أهل زمنه في باب الشرك هو ما يفعله أهل مصر من إشراكهم (أحمد البدوي) مع الله - عز وجل - في الدعاء والرجاء.
يقول العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتابه [قرة عيون الْمُوَحِّدين] : ''ومما يذكرونه عن أحمد البدوي أنهم لا يعرفون عنه إلا أنه دخل يوم الجمعة المسجد فبال فيه ثم خرج ولم يصلّ ''.
فيتبين بهذين الأمرين أن هناك فرقاً بين شرك أهل زمن الإمام - يرحمه الله - ومن حذا حذوهم وبين شرك الأولين.