فهرس الكتاب
الصفحة 160 من 239

نسبة الولد إِلى الله كاللات إِلَيْهِ - سبحانه وتعالى -.

وكذلك الجن فإن أولئك قد عبدوا الجن؛ ولم يذكروا أن الجن أبناء لله - سبحانه وتعالى -.

قوله: (وَكَذَلِكَ الْعُلَمَاءُ - أَيْضاً - وَجَمِيعُ الْمَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ يَذْكُرُونَ فِي بَابِ(حكْمِ الْمُرْتَدِّ) أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا زَعَمَ أنَّ لِلَّهِ وَلَدًا فَهُوَ مُرْتَدّ، وِإِنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ فَهُوَ مُرْتَدٌ فَيُفَرِّقُونَ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ. وَهَذَا في غَايَةِ الْوُضُوحِ)

هذا جواب ثالث، وهو استدلال بما ذكره العلماء والفقهاء في المذاهب الأربعة المتبوعة - مذهب أبي حنيفة النعمان، ومالك، والشافعي، وأحمد رضي الله عنهم أجمعين - من كونهم يجعلون القائل بأن لله ولداً مرتد خارج عن الملة عياذاً بالله، ولكنهم أَيْضاً يذكرون أنواعاً أُخَر من الارتداد كأنواع الشرك الأخرى غير نسبة الولد إِلى الله - عز وجل -؛ ولذلك هم يُفَرِّقون بين أنواع الكفر فلا يجعلون الكفر كله قاصراً على نسبة الولد إِلى الله - عز وجل -، وهذا فيه دلالة على أن نسبة الولد إِلى الله - عز وجل - كفر مستقل آخر، وثَمّ أنواع أُخر من الكفر موجبة بالدخول في دائرته، ومنها دعاء غير الله كصالح أَوْ نحو ذلك بالتَّوَسُّل به وما إِلى ذلك.

قوله: (وَهَذَا في غَايَةِ الْوُضُوحِ)

أَيْ: هذا الأمر الأخير واضح لمن نظر فيه وأمعن وتدبر، أَوْ أن الأمر الذي ذكره الْمُبْطِل هو واضح البطلان للأجوبة الثلاثة التي ذكرها المصنف - يرحمه الله -، والأول أولى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام