مستحسنة في باب التعليم، كما ذكره المتكلمون في باب السلوك والأخلاق والآداب، إذْ إنهم ذكروا أن المعلم يحسن منه أن يدعو للمتعلم بالتوفيق والرحمة؛ لأن ذلك يدل على حسن مقصد المعلم وعلى تمام إرادة الخير منه لِلْمُتَلَقِّي، وهذا دأب للإمام محمد بن عبد الوهاب - يرحمه اللّه - في مصنفاته ورسائله.
وهاهنا إشكال يَتَعَلَّق بهذه الجملة الدعائية: مصدره ما أخرجه الترمذي في [جامعه] من حديث أُبيّ بن كعب أنه قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذَا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه) هذا لفظ الترمذي، قال الترمذي: 'حديث حسن غريب صحيح' [1] ، وهذا فيه دلالة على أن الجمل الدعائية للغير ينبغي أن تُقْرَنَ بها النفس، ولكن يُرد بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وردت عنه أحاديث صحاح بأنه أفرد غيره في الدعاء دون أن يَقْرِنَ نفسه معه ومن ذلك ما جاء في [الصحيح] [2] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ''رَحِمَ اللّهُ مُوسَى'' وهذا فيه إفراد موسى بالدعاء له بالرحمة، وفيه دلالة على أن الأمر في ذلك واسع.
التوحيد سبقت ماهيته، وتَعْرِيفه، وأنواعه، ودلائله، في
(1) نص الحديث في [الترمذي] : ( ... عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ '' أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ '' قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ ... ) .
(2) من الأحاديث التي رواها البخاري الحديث الذي فيه ( ... رَحِمَ اللّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ) .