والعبيديون ملكوا فترة من الفترات مصر والمغرب الأقصى، وكان لهم اعتقاد باطل؛ إِذْ إنهم إحدى الفرق الباطنية الذين يقولون للإسلام وللدين ظاهر وباطن، فالباطن يتأولونه على معانٍ عندهم، والظاهر هو ما يفهم بمقتضى الخطاب العربي من كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
هذا الموضع مُسْتَشْكل من كلام المصنف - يرحمه الله -؛ لأن العبيديين قسمان كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله - وجماعة:
أما القسم الأول:
فأناس يدّعون الباطنية والمعاني الباطنية وراء ظواهر النصوص، فهم لا يعملون بصلاة ولا بزكاة ولا نحوها من الشرائع الظاهرة المتواترة.
يقول شيخ الإسلام - يرحمه الله - في [مجموع الفتاوى] ''وبالجملة فعلم الباطن الذي يدّعون: مضمونة الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، بل هو جامع لكل كفر''.
وأما القسم الثاني:
فعامتهم وهم من يصلون ويصومون ويفعلون ما يفعل المسلمون في الجملة، وهؤلاء هم الذين عناهم المصنف - يرحمه الله - أَوْ عنى القسمين بحسب ادعائهم، وَإِلى ذلك أشار في [مختصر