هذه القولة من الألفاظ المجملة للإمام محمد بن عبد الوهاب، فُهِمَ منها أن الإمام لا يعذر الناس بالجهل مطلقاً، وثَمَّ لفظة أخرى له كما في [تاريخ ابن غنام] أنه قال (إن الجاهل لا نكفره بل نعذره، وهو من أهل الإسلام) فهم بعضهم من ذلك العموم أن الإمام محمد بن عبد الوهاب يعذر بالجهل مطلقاً، والصحيح وهو الموجود في رسائل للشيخ محمد بن عبد الوهاب وحققه أحفاده كابنه عبد الله وكذلك الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وغيرهما هو أن الإمام مُحَمَّدًا - رحمه الله - على منهج السلف في ذلك، فهو لا يعذر بالجهل مطلقاً، ولا ينفي العذر به مطلقاً، وإنما فيه تفصيل، فهذا هو تحقيق مذهب الإمام - رحمه الله - في هذه المسألة.
فلْيُعلَم أن الجهل قد يكون عذراً لصاحبه في عدم تنْزيل الكفر على صاحبه وقد لا يكون.
أن يكون حديث عهد بكفر، وحديث عهد بإيمان، لا يعلم كثيراً من شرائع الإسلام الضرورية المتواترة المجمع عليها التي جاءت في الكتاب والسنة، فمثل ذلك لا يكفر بجهله لتلك المسائل، وإنما يُعَلَّم لأنه حديث عهد بإسلام لم يجتمع له علم الإسلام دفعة، وإنما يأخذه شيئاً فشيئاً، ولذلك شيخ الإسلام - رحمه الله - في [الرد على البكري] قال: '' إن المرء حديث العهد بالكفر