الْجَنَّةَ) [1] فاشترط العلم بها - صلى الله عليه وسلم -.
أما إِذا قالها الإنسان وهو لا يعلم حقيقتها فحينئذ لا تفيده شيئاً، وإن علم ولم يعمل بمقتضاها فلا تفيده أَيْضاً شيئاً.
الجهال: أَيْ: الذين هم أُمِّيُّون لا يَقْرؤون، وأَيْضاً هم أهل جاهلية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمون أن مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه - أَيْ: البراءة مما عبد من دون الله تعالى - أَيْ: أن الكفار الذين دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقولوا لا إله إلا الله يعلمون أن المقصود ليس لفظها وقولها باللسان، وإنما العلم بها، والعمل بمقتضاها ولذلك لم يُطاوِع كثير منهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: (بِالتَعَلُّقِ)
أَيْ: التعلق القلبي بالله - سبحانه وتعالى - الذي يورث عدم التعلق بغيره - سبحانه وتعالى -.
قوله: وَالْكُفْرُ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهُ)
لابد من الكفر بجميع الآلهة سواء كانت معنوية أَوْ حسية، يقول المصنف - يرحمه الله - في بعض رسائله: '' فالله الله يا إخواني، تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسّه ورأسه: شهادة أن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، واعرفوا معناها، وأحبوها، وأحبوا أهلها
(1) وهذا نص الحديث ( ... عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)