(العامّي) : هو من لا دراية له بالأدلة والدلائل فيما ذُكر به، أَيْ: من العلوم.
قوله: (يَغْلِبُ الأَلْفَ مِنْ عُلَمَاءِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِين كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَإنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [1]
الغلبة على جهتين:
· الجهة الأولى: الغلبة بالقدر والوزن.
· الجهة الثانية: الغلبة بالنصرة والتأييد.
فأما الغلبة بالقدر والوزن فهو أن الْمُوَحِّد الواحد - وإن كان عامّياً - فوزنه ومقداره عند الله أعظم من علماء المشركين وإن بلغوا ألفاً.
وأما الجهة الثانية فهي (بالتأييد والنصرة) فالْمُوَحِّد وإن كان عامياً فهو يغلب الألف والمئين من المشركين؛ لأن الله ينصره، ولأن الله يؤيده.
ثم هل الألف مقصود أم من باب الإشارة إِلى كثرة العدد؟
الثاني هو الأليق بالسياق، فليس المقصود عين العدد وحقيقته؛ وإنما المقصود هو أنه يغلب عدداً كثيراً من المشركين ربما بلغ ألفاً، ومنه قوله - سبحانه وتعالى - {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [2] فليس المقصود أنه لو استغفر لهم الرسول
(1) سورة الصافات الآية] 173 [.
(2) سورة التوبة الآية (80) .