فهرس الكتاب
الصفحة 31 من 239

الرسل، إلا أن الحديث مختلف فيه.

وعلى كُلٍّ فأصح أقوال العلماء أن نوحاً هو أول الرسل، وأن آدم هو أول النبيين، وسبق أن هناك فرقاً بين جنس النبيين وجنس الرسل، على ما جزم به شيخ الإسلام واختاره في: [النبوات] .

قوله:(عَلَيْهِ السَّلامُ):

جملة دعائية تستعمل مع رسل الوحي، ومع الرسل من الخلق؛ مع رسل الوحي الذي هو جبريل - عليه السلام -، ومع الرسل إِلى الخلق الذين هم الرسل: كنوح وموسى وعيسى وغيرهم. فالاصطلاح الدارج الذي عليه جملة العلماء هو: أنهم يفردون رسل الوحي ورسل الخلق بالسلام، دون أن يقرن مع ذلك الصلاة، خلافاً للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه يصلى ويسلم عليه، فيقرن بين الصلاة والسلام مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويفرد السلام مع جبريل ومع المرسلين الآخرين من غير النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، هذا في الاصطلاح العام الذي درج عليه جملة العلماء، كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في [المجموع] .

قوله: (لَمَّا غَلَوْا فِي الصَّالِحِينَ)

الغلو له معنيان لغوي وشَرْعِيّ:

فأما اللُّغَوي:

فقد كشف عنه ابن فارس كما في [المقاييس] بقوله: (الغين واللام وحرف العلة أصل واحد يدل على ارتفاع شَيْء ومجاوزة حد) وهذا المعنى يَتَأَتَّى في كل شَيْء وُصِفَ بالغلوّ، فَإِذَا قيل عن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام