فهرس الكتاب
الصفحة 93 من 239

''، وهكذا ينبغي أن يكون الْمُوَحِّد لا يتتبع شبهات أعداء التوحيد فلربما وقعت شُبْهَة في فؤاده فأعيت صاحبها ولم يجد لها معالجاً؛ لأن العقول ضعيفة، والشُّبْهَة خطّافة كما يقوله أئمة الإسلام.

قوله:(أَنْ تَعْلَمَ مِنْ دِينِ اللَّهِ مَا يَصِيرُ سِلاحًا تُقَاتِلُ بِهِ)

(سلاحاً) أَيْ: قوة تكون عُدَّة لك في مثل تلك الحالة، عندما تعرض لك شبهات وجهالات يتحجج بها أهل الشِّرْك والوثنية وأعداء الدين.

قوله: (هَؤُلاءِ الشَّيَاطِينَ)

الشياطين: أشار إِلى ما هو في الآية من شياطين الإنس والجن الذين هم أعداء للحق. وأصل الشياطين جمع شيطان، والشيطان مشتق من قولهم: شَطَنَ، أَيْ: بَعُدَ؛ تقول: (شطن زيد عن داره) إِذَا بَعُدَ عنه، يقول سيبويه: (المقصود أنه تخلق بأخلاق الشياطين) ، عندما يقال لأحد من الناس هذا شيطان أَيْ: تخلق بأخلاق الشياطين؛ لأنه ابتعد عن أخلاق الأناسيّ؛ يعني المأنوس بهم من بني آدم، فعندما يبتعد عن أخلاق الأناسيّ المأنوس بهم من بني آدم فإن ذلك يورث صاحبه إطلاق كلمة شيطان؛ ولذلك قد يطلق الكبار على بعض الصغار عندما يكثرون من اللهو: إنه شيطان، أَيْ: ابتعد عن الفعل المأنوس به في واقعه الذي يعيشه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام