فهرس الكتاب
الصفحة 21 من 239

قال المصنف - يرحمه الله: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَبِهِ ثِقَتِي: (كِتَابُ كَشْفِ الشُّبُهَاتِ) اعْلَمْ - رَحِمَكَ اللَّهُ - أَنَّ التَّوْحِيدَ هُوَ إِفْرَادُ اللَّهِ - سبحانه وتعالى - بِالعِبَادَةِ. وَهُوَ دِينُ الرُّسُلِ الذِي أرْسَلَهُمُ اللَّهُ بِهِ إِلَى عِبَادِهِ، فَأَوّلهُمْ نُوحٌ - عليه السلام -، أرْسَلَهُ اللّهُ إِلَى قَوْمِهِ لَمَّا غَلَوْا فِي الصَّالِحِينَ: وَدّاً، وَسُوَاعاً، ويَغُوثَ، وَيَعُوقَ، وَنَسْرًا. وَآخِرُ الرُّسُلِ مَحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُو الذِي كَسَّرَ صُوَرَ هَؤُلاءِ الصَّالِحِينَ، أرْسَلهُ اللَّهُ إِلَى أُنَاسٍ يَتَعَبَّدُونَ، وَيَحُجُّونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، وَيَذْكُرُونَ اللَّهَ، وَلَكِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ بَعْضَ الْمَخْلُوقِينَ وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ - عز وجل -، يَقُولُونَ: نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى -، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ، مِثْلَ الْملائِكَةِ وَعِيسَى، وَمَرْيَمَ، وَأُنَاسٍ غَيْرِهِمْ مِن الصَّالِحِينَ).

ابتدأ المصنف - يرحمه اللّه - هذا المتن المبارك بذكر البسملة وهى: (ببسم) ؛ وما ذلك إلا لأسباب ثَلاثَة:

أولها:

بداءة كتاب اللّه بالبسملة، وقد نص على ذلك غير واحد، ومنهم القرطبي - يرحمه اللّه - في [تفسيره] ، فقد ذكر أن إجماع الصحابة - رضي الله عنهم - على أن اَلْبَسْمَلَة تكتب كأول آية في القرآن، هذا هو الذي استقر عليه اتفاقهم - رضي الله عنهم -، وكذلك ذكره الحافظ ابن حجر - يرحمه اللّه - كما في [فتح اَلْبَارِي] .

وأما الثاني:

فهو بداءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بها رسائله إِلى الملوك وغيرهم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام