في باب الاعتقاد والملة، فذكر - يرحمه الله - الفهم الصحيح لتلك الأحاديث التي استدلوا بها:
ومنها:
حديث أسامة: فإن المصنف - يرحمه الله - قال: (فأما حديث أسامة - رضي الله عنه - فإنه قتل رجلاً ادَّعى الإسلام خوفاً على دمه وماله) أَيْ: أن أسامة بن زيد - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - لما فعل ما فعل ظاناً أن ذلك لم ينطق (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ) حقاً؛ وإنما نطقها حتى يَسْلَم له ماله ودمه فقط، وإلا ليس مُوقِناً بها، فهي لفظة يقولها بلسانه ليس مؤمنا بها بجنانه.
أَيْ: هذا الذي أراد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في الحديث أن من أظهر الدين، ونطق بكلمة الشهادة، فإنه يجب أن يعطى العصمة في ماله ودمه، وما إِلى ذلك، وأن يُكَفَّ عنه.
قوله: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [1]
(1) سورة النساء الآية (94) .