فهرس الكتاب
الصفحة 76 من 239

وهما فائدتان عظيمتان لمن حَقَّقَ التوحيد.

(الفرح بفضل الله ورحمته) أَيْ: أن يفرح الإنسان بأنه وحد الله الديان - سبحانه وتعالى - يفرح فرحاً شديداً يثلج صدره ويجعله يرتاح إِلى ما هو عليه، ولذلك يقول ابن القيم - رحمه الله - '' لا شيء أحق أن يفرح العبد به من فضل الله ورحمته ... وذلك خير من كل ما يجمع الناس من أعراض الدنيا وزينتها ''.

وهذا لا يعرفه ولا يقع في قلبه إلا من عرف حق التوحيد وفضله كما قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [1] .

جاء عن ابن عباس والحسن وغيرهما - رضي الله عنهم - مما أخرجه ابن جرير الطبري في: [تفسيره] ، وكذا غيره - أنهم فسروا فضل الله بالإسلام، ورحمته بالقرآن، ولذلك يقول ابن القيم في [مدارج السالكين] ''فسروا الرحمة بما هو أخص من الفضل''، فجعلوا الفضل عاماً يَتَعَلَّق بالإسلام وأعظمه التوحيد، وهو أسه وأساسه، وجعلوا الرحمة بمعنى خاص وهو معرفة القرآن والعمل بما فيه، وهذا شيء خاص لا يؤتاه كل أحد، وإنما هم أهل الله وخاصته الذين يعرفون القرآن، ولذلك يقول ابن تيمية '' أهل القرآن هم العالمون بما فيه العاملون بما فيه وإن لم يحفظوا سوره وآياته ''.

(1) سورة يونس الآية (58) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام