ذكر الله يكون باللسان أصالةً، وقد يكون بالقلب.
قال المصنف - يرحمه الله: (وَلَكِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ بَعْضَ الْمَخْلُوقِينَ وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ - عز وجل -، يَقُولُونَ: نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى -، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ، مِثْلَ الْملائِكَةِ وَعِيسَى، وَمَرْيَمَ، وَأُنَاسٍ غَيْرِهِمْ مِن الصَّالِحِينَ.)
أراد المصنف - يرحمه اللّه - أن يُبَيِّنَ أن الناس عند بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا مشركين في باب العبادة، إذ إن للشِّرْك محلين -كما قاله المقريزي في [تجريد التوحيد] -:
· أما الأول: فهو في ذات اللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله.
· وأما الثاني: ففي عبادته والتعامل معه.
فعامة الناس وقت مَبْعَث النبي - صلى الله عليه وسلم - كان شركهم في العبادة والمعاملة مع اللّه، ولذلك أتوا بالتوحيد جملة في باب المعرفة والإثبات فيما يَتَعَلَّق بذات الله وأسمائه وصفاته وما إلى ذلك؛ خلافاً لتعاملهم مع اللّه في باب العبادة فإن الشِّرْك قد وقع منهم في ذلك.
يقول الإِمَام محمد بن عبد الوهاب كما في [القواعد الأربع] : (اعلم - رحمك اللّه - أن العبادة لا تسمى عبادة إلا إذا كانت توحيداً، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا إذا كانت عن طهارة، فإذا وقع في الصلاة الحدث لم تُسَمَّ صلاة، وإذا وقع في العبادة الشِّرْك لا تسمى عبادة) ، وهو يقصد العبادة المقبولة الصحيحة وإلا