فهرس الكتاب
الصفحة 161 من 239

قال المصنف - يرحمه الله تعالى: (وَإنْ قَالَ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [1] فَقُلْ: هَذَا هُوَ الْحَقُّ، وَلكِنْ لا يُعْبَدُونَ. وَنَحْنُ لاَ نُنْكِرُ إِلاَّ عِبَادَتَهُمْ مَع اللَّهِ، وَإِشْرَاكَهُمْ مَعَهُ. وَإِلاَّ فَاَلوَاجِبُ عَلَيْكَ حُبُّهُمْ، وَاتِّبَاعُهُمْ، وَالإقْرَارُ بِكَرَامَاتِهِمْ. وَلاَ يَجْحَدُ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ إِلاَّ أهْلُ الْبِدَع وَالضَّلاَلاَتِ. وَدِينُ اللَّهِ وَسَطٌ بَيْنَ طَرَفَيْنِ، وَهُدَىً بَيْنَ ضَلاَلَتَيْنِ، وَحَقٌّ بَيْنَ بَاطِلَيْنِ)

هذه الجملة ذكر فيها المصنف - يرحمه الله - شُبْهَة للمشركين وهي أن أولئك يتحججون بأن الأولياء لهم منْزلة ورِفْعة، ولهم كرامات هي خوارق للعادة، فالذي لا يَتَقَرَّب إِلَيْهِمْ يعدُّونه مُنْكِراً لتلك الكرامات.

وهذه الشُّبْهَة مبنية على أمرين:

· أما الأمر الأول: فهو الجهل بحقيقة العبادة والشرك.

· وأما الثاني: فهو الجهل بمنْزلة الأولياء، إِذْ إنهم عظموهم تعظيماً زائداً وخرجوا بذلك عن ما جاء عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وذكر المصنف - يرحمه الله - جواباً على هذه الشُّبْهَة؛ حاصله يرجع إِلى شيئين:

أما الأول:

فهو بيان لمقدار أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأنهم مهما كانوا فهم بشر لا يملكون ضراً ولا نفعاً، فلا يَتَوَجَّه

(1) سورة يونس [62]

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام