فهرس الكتاب
الصفحة 137 من 239

يَعْبُدُونَ الْمَلاَئِكَةَ، وَالصَّالِحِينَ، وَاللاَّتَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ؟ فَلاَبُدَّ أن يَقُولَ: نَعَمْ. فَقُلْ لَهُ: وَهَلْ كَانَتْ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ إِلاَّ في الدُّعَاءِ، وَالذَّبْحِ، وَالالْتِجَاءِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ؟ وَإلاَّ فَهُمْ مُقِرُّونَ أَنَّهُمْ عَبِيدُهُ، وَتَحْتَ قَهْرِ اللَّه، وَأنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يُدَبِّرُ الأمْرَ، وَلكِنْ دَعَوْهُمْ، وَالْتَجَؤُوا إِلَيْهِمْ لِلجَاهِ والشَّفَاعَةِ، وَهَذَا ظَاهِرٌ جِدًا)

سلك المصنف - يرحمه الله - تجاه هذه الشبهة مسلك التدرج في التعليم والإلزام.

وبيانه:

أنه - يرحمه الله - استَدَلّ بالْمُجْمع عليه على الْمُخْتَلف فيه.

فالمتفق عليه:

فرضية إخلاص العبادة لله وحده، يقول الله: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [1] ، وأخرج مسلم في [صحيحه] مرفوعاً: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ" [2] ولذا يقول ابن رجب - يرحمه الله - في [اختيار الأولى] : ''الإخلاص هو أساس الأعمال التي لا تثبت الأعمال إلا عليه''.

(1) سورة البينة الآية (5) ، وقال الله تعالى (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) غافر [14] ، وقال عز وجل (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) غافر [65] .

(2) رواه مسلم وابن ماجه واللفظ لمسلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام