فهرس الكتاب
الصفحة 138 من 239

فَإِذَا كان ذلك كذلك وجب إخلاص كل عبادة لله وحده، ودعاء الصالحين والالتجاء إِلَيْهِمْ من العبادات.

وبيانه:

أن الدعاء هو العبادة:

فقد أخرج أحمد في [المسند] وأبو داود والترمذي في [السنن] من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنه - مرفوعاً "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ" [1] ، قال الحافظ في [الفتح] ''سنده جيد''. يقول ابن رجب - يرحمه الله - في [جامع العلوم والحكم] : ''اعلم أن سؤال الله - عز وجل - دون خلقه هو المتعين لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على رفع هذا الضر ونيل المطلوب وجلب المنافع ودرء المضار، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده؛ لأنه حقيقة العبادة''.

والالتجاء من معاني الاستعاذة:

والاستعاذة منْزلة من منازل العبادة يجب تمحيضها لله وحده، وهي من الطلب الداخل في (الدعاء) ، يقول ابن تيمية - يرحمه الله - في [مجموع الفتاوى] :''الاستعاذة والاستجارة والاستغاثة: كلها من نوع الدعاء والطلب، وهي ألفاظ متقاربة''.

وليُعلم أن المصنف - يرحمه الله - عرَّف العبادة بالدعاء والذبح، والدعاء هو آكد أنواع العبادة القولية، والذبح آكد أنواع العبادة

(1) روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد - واللفظ للترمذي - (عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) والآية في سورة غافر رقم (60) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام