نصر كلا من القولين واحتج له وتعويله على أنه في الظاهر فقط قال: لأنه قد يكون في الباطن على خلاف ما عندنا، وذهب طائفة إلى أن من مات في حياته صلى الله عليه وسلم أفضل ممن يبقى بعده، واختاره ابن عبد البر لحديث «أنا شهيد على هؤلاء، وتزكيته بعضهم وصلاته عليه، واختلف فيما بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما واحتج كل بأحاديث وتوقف الأشعري في المسئلة وتردد فيهما. وبالجملة فكلهم سادات أجلة مختارون عند الله عز وجل، نفعنا الله بجميعهم وحشرنا في زمرتهم، وأماتنا على محبتهم والاقتداء بهديهم. وهذا أو ان الفراغ من هذا التعليق المبارك إن شاء الله تعالى، فنسأله تعالى أن يختم لنا بالإيمان والإسلام، واتباع السنة والمغفرة لجميع ذنوبنا بلا محنة في الدنيا والآخرة، وأن يبؤئنا مع الآباء والأمهات والاخوة والذرية والأحبة من أعالي الفردوس المنازل الفاخرة، وأن يسهل الفهم على كل من يتعاطى هذا الشرح أو أصله، ويختم له بخواتيم السعداء
كثرة الثواب ورفع الدرجات (قوله نصر الخ) وفي بعض النسخ نص كلا الخ: أي نص على كل منهما وذكره وعطف واحتج الخ مغاير (قوله واحتج الخ) عطف تفسير على نصر الخ ... (قوله وتعويله) أي القاضي (قوله على أنه) أي التفضيل: أي على القول بأن التفضيل الخ ... (قوله فقط) أي وأما الباطن فلا يعلمه إلا الله (قوله لأنه) أي التفضيل (قوله قد يكون في الباطن) أي في نفس الأمر، وذلك بكثرة الثواب وعلو الدرجات، وقوله: على خلاف ما عندنا: أي بأن كان عمله في الظاهر قليلا (قوله أفضل ممن بقي عنده) هذا فيما سوى الخلفاء الأربعة لأنه لم يمت أحد منهم في حال حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويبعد أن يقصد به العموم للأحاديث الواردة في تفضيل الخلفاء (قوله وتزكيته) أي النبي صلى الله عليه وسلم فالمصدر مضاف للفاعل، وفي نسخة وتزكية بعضهم من غير ضمير فالمصدر مضاف للمفعول مع حذف الفاعل (قوله على هؤلاء) على بمعنى اللام وعبر بعلى لتضمين شاهد معنى مراقب ... (قوله واختلف الخ) فقيل فاطمة أفضل من عائشة ومن غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ّ لقوله عليه الصلاة والسلام في شأنها أنها سيدة نساء العالمين إلا مريم، وقال بعضهم عائشة أفضل لقوله عليه الصلاة والسلام فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وفصل بعضهم فقال عائشة أفضل من حيث أنها زوجته وفاطمة أفضل من حيث أنها بضعته، وحكى بعضهم الاجماع على أفضليته فاطمة على عائشة، وأن الخلاف إنما هو بين عائشة وخديجة واتفقوا على أن فاطمة أفضل من اخوتها لأنهم ماتوا في حياته صلى الله عليه وسلم فهم في ميزانه لأنهم رزيته، وأما فاطمة فقد مات صلى الله عليه وسلم في حياتها فهو في ميزانها لأنه رزيتها (قوله من هذا التعليق) أي الذي هو شرح عقيدة أهل التوحيد (قوله بالإيمان) هو تصديق القلب بما علم مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم به ضرورة مع عدم الامتناع من النطق، وأما الإسلام فهو الانقياد لأعمال الطاعات (قوله والمغفرة) عطف على أن يختم (قوله بلا محنة) المحنة باعتبار الدنيا الدواهي المهلكة، وباعتبار الآخرة ما يجوز أن يمتحننا الله به فيها كأن يقول ادخلوا النار فان امتثلنا أدخلنا الجنة وإلا فلا (قوله وان يبؤئنا) أي يسكننا (قوله أو أصله) المراد به المتن (قوله بخواتم السعداء) هو الموت على الإيمان وما يترتب عليه من دخول الجنان