محمد صلى الله عليه وسلم ادعى الرسالة وظهر الخارق على وفق دعواه مع العجز عن معارضته، فهو رسول الله تعالى ينتج أن نبينا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله جل ّ وعلا، أما الصغرى فهي معلومة بالتواتر الذي ينقله الموافق والمخالف، والتواتر يفيد العلم ضرورة على ما تقرر في أصول الفقه، وأما دليل الكبرى فقد تقدّم في وجه دلالة المعجزة. واعلم أن من المنكرين لنبوّة نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود، وهم فرقتان فرقة امتنعت من تصديقه لما تضمنته شريعته من نسخ شريعة موسى صلى الله عليه وسلم، وزعموا أن النسخ محال، وتمسكوا في احالته على أن النسخ يستلزم البدا، وبعضهم تمسك في احالته على النقل، فقالوا إن موسى عليه السلام نص على أن شريعته لا تنسخ وأنه قال تمسكوا بالسبت أبدا. الفرقة الثانية تعرف بالعيسوية قالوا: محمد عليه الصلاة والسلام رسول لكن إلى العرب خاصة، والرد ّ على من أحال النسخ للبداء أن يقال ما تعني بالبداء إن عنيت أن الله تعالى ظهر له من الحكمة ما كان خافيا عليه عند شروع الحكم الأوّل ولذلك نسخه، فلا نسلم لزوم ذلك في النسخ فإنه لو استلزام تصرفه في أفعال عباده يمنع ما أطلقه في وقت واطلاق ما منعه في وقت البداء لاستلزم تصرفه فيهم بأفعاله من نقلهم من الصحة إلى المرض ومن المرض إلى الصحة ومن الغنى إلى الفقر ومن الفقر إلى الغنى ومن الحياة إلى الموت، وإذا لم يدل الثاني فلا يدل الأوّل كيف، ومن المعلوم أنه لا يمتنع في الحكمة أن يأمر الحكيم مريضا باستعمال
في بمعنى على (قوله بالتواتر) أي الكلام المتواتر (قوله الموافق) أي من يعترف له بالرسالة والمخالف هو الذي لا يعترف له بها (قوله والتواتر) أي والخبر ذو التواتر: أي المتواتر ... (قوله وأما دليل الكبرى) أي المحذوفة وهي وكل من كان كذلك فهو رسول الله (قوله فقد تقدم الخ) أي نظرا لقوله قبل وهل دلالة المعجزة على صدق الرسل الخ (قوله أن من المنكرين الخ) فيه أن الفرقة الثانية لا تنكر نبوّته وإنما تنكر عموم بعثته، فكان الأولى أن يقول أن من المنكرين لرسالته ولعمومها اليهود (قوله يستلزم البداء) أي ظهور شيء كان خفيا عليه سبحانه (قوله وبعضهم تمسك الخ) أي زيادة على الدليل العقلي الذي اتفقوا عليه (قوله وأنه قال الخ) عطف على قوله نص (قوله بالسبت) أي باحترامه وتعظيمه وحرمة العمل فيه (قوله تعرف بالعيسوية) المناسب للربط أن يقول: وتعرف بالواو والعيسوية نسبة لعيسى لتواطئهم على قتله (قوله إلى العرب) أي لا لبني اسرائيل (قوله إن عنيت الخ) مقابله محذوف: أي وإن عنيت به شيئا آخر غير هذا فعليك ببيانه، فقد سلك في هذا الرد طريق الاستفسار (قوله ولذلك ... نسخه) أي ولأجل ظهور ما كان خافيا عليه نسخ الحكم الأوّل (قوله في النسخ) في بمعنى اللام (قوله فإنه) أي الله أو الحال والشأن (قوله بمنع الخ) الباء للتصوير: أي التصرف المصور بمنع الخ (قوله تصرفه) أي الله (قوله ما أطلقه) أي جوّزه (قوله واطلاق) أي تجويز (قوله البداء) معمول لاستلزام (قوله لاستلزام) أي البداء، وقوله: تصرّفه: أي الله، وقولهم فيهم: أي العباد، وقوله: بأفعاله: أي التي ليست مكتسبة للعباد (قوله وإذا لم يدل ... الخ) الاولى وإذا لم يستلزم الثاني البداء فلا يستلزمه الأول، والأول هو قوله تصرفه في أفعال عباده الخ والثاني هو قوله تصرفه فيهم بأفعاله الخ (قوله كيف الخ) الاستفهام انكاري: أي لا يصح أن يكون