فهرس الكتاب
الصفحة 449 من 517

والوفاء بحرمته ورعاية حق النبوة والرسالة له، وذلك منع للخلق من الرتب السنية والمقامات العلية وهذا لا يحسن ممن وجب أن يكون حكيما لطيفا راعيا لصلاح البرية وابطال قولهم بوجهين. أحدهما: من جهة ابطال التحسين والتقبيح ومراعاة الصلاح والأصلح، وقد سبق تحقيق ذلك. الثاني: على تقدير تسليم هذا الأصل الفاسد لهم، وقد يقال لا يمتنع أن يكون صلاح بعض الخلق في ذلك إذ قد يعلم الله من طائفة حسد الأحياء ومنافستهم واستحكام هذا الخلق في قولهم، ويزول عنهم هذا الخلق بموت محسودهم، ويتلقون حينئذ ما يكون منه بالقبول وأكثر الكفرة والفجرة إنما أوتوا من حسد وحب رياسة وأنفة من التبعية فلا يمتنع في المعلوم على أصل التحسين والتقبيح أن يكون صلاح قوم في تأخير المعجزة، وأما القاضي رضي الله عنه فقد يحتج بأن الرسالة مرجعها إلى تعلق الخطاب بالرسول، وذلك ممتنع بعد الموت، فكيف تكون الآية لا تتحقق إلا في وقت امتناع ما هي آية عليه

عن النصب على الظرفية إلا للجر ّ بمن (قوله والوفاء) أي ولا يجب الوفاء (قوله ورعاية) عطف على حرمة (قوله وذلك منع الخ) سند للاستثنائية المطوية القائلة لكن التالي باطل فالواو تعليلية والمراد بالناس المرسل إليهم لأن الرتب السنية وما معها واجبة لهم على الله عند المعتزلة إذا حصل منهم توقير الرسول المرسل إليهم وتعظيمه (قوله ممن وجب الخ) أي ممن وجب له أن يكون حكيما لطيفا ووجب عليه أن يكون راعيا لصلاح الرعية فحذف الشارح صلة وجب ليقدر في كل ّ طرف ما يناسبه (قوله أحدهما الخ) المناسب حذف قوله من جهة إذ لا معنى لها في المقام واضافة أصل للتحسين بيانية، وقوله: ومراعاة: أي وابطال وجوب مراعاة الخ (قوله في ذلك) أي تأخير المعجزة لما بعد الموت (قوله إذ قد الخ) سند لمنع الصلاح الجاري على تسليم أصلهم الفاسد جدلا (قوله واستحكام) عطف على حسد، وقوله هذا الخلق بضم الخاء واللام: أي الحسد والمنافسة (قوله ويزول) بالنصب عطف على حسد من عطف المصدر المؤول على المصدر الصريح (قوله بموت محسودهم) أي وهو الرسول (قوله وما يكون منه) الأنسب ما كان منه: أي ما بلغه من الأحكام (قوله وأكثر الخ) تعليل (قوله وإنما أوتوا) أي أعطوا الامتناع فالمفعول محذوف، وقوله: من حسد: أي من أجل حسد، وقوله وأنفة بالجر: أي تكب، وقوله: من التبعية متعلق بالأنفة ومن للتعدية: أي إنما أعطوا الامتناع لأجل حسدهم من وجبت: أي ثبتت رسالته ومن أجل الأنفة من تبعيته (قوله فلا يمتنه الخ) كالاستنتاج لما قبله: أي فلا يمتنع أن يكون من معلومات الله صلاح قوم في تأخير المعجزة (قوله وأما القاضي الخ) حاصله أن المعجزة دليل على الرسالة، والدليل إنما يؤتى به لتحقق المدلول والمدلول وهو الرسالة معدومة بعد الموت لأن الرسالة ترجع لتعلق الخطاب بالرسول ولا خطاب للرسول بعد الموت، وحيث كان المدلول معدوما بعد الموت فليكن الدليل كذلك (قوله مرجعها) من رجوع المجمل للمفصل (قوله وذلك) أي تعلق الخطاب بالرسول بعد الموت (قوله فكيف الخ) استفهام إنكاري: أي لا يصح ذلك: أي كيف تكون الآية لا تتحقق إلا في وقت امتناع الرسالة التي هي: أي الآية دليل عليها وذلك بعد الموت لأن الرسالة ممتنعة حينئذ لأنها خطاب متعلق

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام