فهرس الكتاب
الصفحة 447 من 517

بدون تحديه كالإرهاص ونحوه أو تحدّي به، لكن بعد وجوده.

(ش) التحدي هو طلب المعارضة، وأصله من الحداء، وأن يتمارى فيه الحاديان، ويقال تحديت فلانا إذا ماريته ونازعته للغلبة، وهو هنا عبارة عن قول النبي آية صدقي كذا، وليس من شرط المتحدّي أن يقول لا يأتي أحد بمثلها، بل يكفي أن يقول آيتي أن يفعل الله كذا فيفعله له، ففي إجابة دعواه دليل على صدقه في مقالته. نعم تعذر صدورها عن مثله إذا كان يبغي معارضته لا بد ّ منه لا لأجل التحدّي، بل لأجل ثبوت الاختصاص، فإن المعجزة لا بد ّ أن تكون مختصة بنبي ّ، ولهذا شرط أن تكون خارقة للعادة واقعة على وفق دعواه، فإن المعتاد ومالا تسبقه الدعوى من الخوارق لا اختصاص له به، وإذا كان لا بد من الاختصاص فالخارق الواقع قبل الدعوى تساوى فيه الأقوال وتتكلفا ً فيه الدعاوى، وكذا الواقع بعد دعوى الرسالة، ولكن لم يتحد به أصلا. ثم المعجزة إن ادّعيت معينة فشرط المعارض مماثلته لها وإن كانت غير معينة، فقال سيف الدين الآمدي أكبر أصحابنا اشتراط المماثلة، والذي اختاره القاضي أن المماثلة غير مشترطة

المقدر (قوله كالإرهاص الخ) الإرهاص هو العلامات الدالة على بعثة نبي قبل بعثته فهو خارج بقوله مقارن لدعوى الرسالة، فالتمثيل به غير مناسب إذ الكلام فيما وقع بعد النبوّة ... (قوله أو تحدي به) عطف على قوله بدون تحديه (قوله هو طلب المعارضة) بيان للأصل الثالث للتحدي وسيأتي الأول والثاني والرابع، فقد ذكر الشارح الأصول الأربعة إلا أنه لم يرتبها (قوله وأصله من الحداء) أي وأصل التحدي من الحداء، وهذا بيان للأصل الأوّل، وقوله: من الحداء مقحم لا معنى له في المقام فالمناسب اسقاطه، ويقول وأصله أن يتمارى الحاديان في الحداء: أي الغناء للابل بأن يأتي أحد الشخصين بغناء للابل لأجل راحتها من التعب فتسير بسرعة، ثم يأتي الآخر بعد فراغ الأوّل بغناء آخر، والحداء بضم الحاء ويمد ّ ويقصر (قوله ويقال الخ) بيان للأصل الثاني، وقوله: ونازعته عطف تفسير، وقوله: للغلبة: أي لأجل الغلبة (قوله وهو هنا) أي في مقام حد ّ المعجزة، وهذا بيان للرابع المنقول إليه. والحاصل أن التحدي في الأصل اسم للماراة والنزاع والمعارضة في الغناء للابل، ثم نقل لمطلق المماراة والنزاع في أي ّ شيء، ثم نقل لطلب المعارضة، ثم نقل الرسول آية صدقي كذا (قوله لا يأتي أحد بمثلها) أي بمثل تلك الآية: أي لا يشترط في التحدّي أن يقول ذلك، بل المراد ما هو أعم من أن يقول ذلك أو لا يقوله (قوله فيفعله له) هذا التفريع مقحم، لأن المقام في الكلام على التحدي فالمناسب تركه ووصل ما قبله بقوله نعم الخ (قوله صدورها) أي الآية (قوله من مثله) الأولى من غيره (قوله فإن المعتاد الخ) محترز الأوّل، وقوله: وما لا تسبقه محترز الثاني (قوله لا اختصاص له) أي للمذكور من المعتاد ومالا تسبقه الدعوى من الخوارق، وقوله: به: أي بالنبي، وكأن المطابق أن يقول لا اختصاص لها به (قوله وتتكافأ الخ) عطف تفسير (قوله معينة) كما إذا قال آية صدقي أن ينشق القمر فلا يعارضه إلا من يشق القمر (قوله غير معينة) كما إذا قال آية صدقي أن يخرق الله عادته في غد ولم يعين خارقا، ثم إن الله فعل له خارقا معينا كما إذا شق القمر، وقوله:

29 -حواش

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام