فهرس الكتاب
الصفحة 415 من 517

والأفعال كلها خيرها وشرها نفعها وضرها مستوية في الدلالة على باهر قدرته جل وعز وسعة علمه ونفوذ ارادته لا يتطرق لذاته العلية من ذلك كمال ولا نقص، كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما كان عليه، فأكرم سبحانه من شاء بما لا يكيف من أنواع النعيم بمجرد فضله لا لميل إليه أو قضاء حق وجب له عليه، وعدل فيمن شاء بما لا يطاق وصفه من أصناف الجحيم لا لا شفاء غيظ ولا لضرر ناله من قبله.

(ش) مما يجب على كل ّ مكلف أن يعتقد أن أفعاله سبحانه وتعالى ذوات كانت أو أعراضا كان فيها صلاح العباد أو لم يكن لا يجب عليه شيء منها، هذا مذهب أهل الحق. وخالفهم المعتزلة، فأوجبوا مراعاة الأصلح للعباد وأوجبوا اللطف، وهو خلق الشيء الذي يوجب للمكلف ترجيح جانب الطاعة من غير

الأخروية على ما أخبر به الصادق (قوله والأفعال) أراد بها المفعولات لأنها المتصفة بالخير والشر والنفع والضر، وقوله: نفعها وضرها: أي نافعها وضارها لأن الكلام في المفعولات ولا يرد الخير والشر لأنهما اسمان (قوله والأفعال) أي أفعاله تعالى بالنسبة الينا (قوله مستوية) أي من جهة حدوثها (قوله على باهر قدرته الخ) أي على قدرته الباهرة: أي الغالبة وعلى علمه الواسع: أي الذي لا يخرج عنه شيء وعلى إرادته النافذة: أي التي لا يردها شيء (قوله لا يتطرق الخ) وإذا كان لذلك فلا يجب عليه تعالى فعل شيء منها ولا يستحيل عليه عدم فعل شيء منها فمن هنا استفيد سند قوله سابقا لا يجب عليه شيء من ذلك (قوله كان الله الخ) هذا سند لقوله ولا يتطرق الخ، والتعبير بكان لا يقتضي خصوص الانقطاع، بل هو محتمل فلذا احتاج لقوله وهو الآن على ما كان عليه: أي كان الله في الأزل بجلاله وعظمته وسائر صفاته العلية وهو الآن على ما هو عليه من الاتصاف بتلك الكمالات وإذا كان كذلك فتلك الأفعال لا يتطرق لذاته منها كمال لأن ّ كماله الذي هو به الآن هو كماله الأزلي قبل وجود تلك الأفعال (قوله فأكرم الخ) أي على وجه الفضل والاحسان، وليست أفعاله معللة بعلل عقلية كما توهمه الخصوم (قوله بمجرد فضله) تأكيد لقوله أكرم لأن الاكرام إنما يكون على وجه الفضل لا العلة (قوله لا لميل إليه) أي كمحبة وهذا محترز الفضل، وقوله: أو قضاء حق: أي بأن يكون للشخص الذي أكرمه الله حق واجب على الله فأكرمه الله لذلك الحق، وفي هذا رد على المعتزلة صراحة، وقوله: لفضله رد التزاما، وأما قوله: لا لميل إليه فليس فيه رد إذ ليس هناك من يعتقد أن الاعطاء للمحبة (قوله وعدل) عطف على قوله فأكرم وهو راجع لقوله لا يتطرق إليه نقص، وقوله: أنواع النعيم: أي حسيا ومعنويا وكذا يقال في الجحيم، وقوله: ولا لضرر عطف سبب على مسبب لأن الغيظ ينشأ عن الضرر، وقوله: ولا شفاء غيظ لم يقصد به الرد لأنه لم يقل به أحد والأحسن ولا لتشف ّ من غيظ (قوله مما يجب) خبر مقدم، وقوله: أن يعتقد فاعل يجب، وقوله: أن أفعاله مبتدأ مؤخر (قوله خلق ... الشيء الخ) أي خلق كل شيء الخ كالقوة وسلامة الآلات واكمال العقل ونصب الأدلة ونحو ذلك كالرزق

27 -حواش

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام