فهرس الكتاب
الصفحة 413 من 517

فإنه إنما يقبل ما يقوم به من المعاني بنفسه وصفة النفس لا تتوقف على شرط ولا يصح أن تكون احاطة الجواهر شرطا في قيامه به إذ الشرط لابد أن يوجد في محل المشروط وإلا لزم وجود المشروط مع انتفاء شرطه (قوله: ويتعدّد في حقنا بتعدّها) يعني أن بصرنا يتعدّد بحسب تعدّد متعلقه كما سبق ذلك في علمنا، وأنه يتعدّد في حقنا بتعدّد المعلوم، وقوله: ومالم ير من الموجودات فلموانع: يعني أن كل ما يجوز أن يدرك إذا لم يقم بالمحل ّ ادراك يتعلق به لزم أن يقوم بالمحل ّ معنى يضاد ّ ادراكه وهو المعبر عنه في اصطلاح الموحدين بالمانع وهو مأخوذ من القاعدة التي سبق بيانها وهي أن القابل للشيء لا يخلو عنه أو عن ضدّه أو مثله وتعدّد تلك الموانع بحسب تلك الموجودات التي لم تر، ولا يلزم من تعدّد الادراكات وتعدّد موانعها قيام مالا يتناهى عدده بالعين، لأن ادراك البصر إنما يتعلق بالموجودات والموجودات متناهية، فإدراكاتها وموانعها متناهية، وأنكرت المعتزلة أن يقوم بالعين هذا المعنى الذي سميناه مانعا، وحملوا المعنى على انتقاض البنية إلا أبا الهذيل العلاف فإنه اعترف بالمانع على الوجه الذي نقوله غير أنه يجوّز عرو ّ المحل

ذلك الجوهر لذلك المعنى ولا لقيام المعنى به: أي أنها ليست شرطا في ذلك، بل الأمر بيد الله فله أن يخلق ذلك المعنى في أي ّ محل من الجسم (قوله فإنه) أي الجوهر الفرد، وقوله: ما: أي معنى، وقوله: يقوم: أي ذلك المعنى، وقوله: به: أي الجوهر الفرد، وقوله بنفسه متعلق بيقبل أي من شرط، لأن قبوله له صفة نفسية له، وصفة النفس لا تتوقف على شرط، لأن الصفة النفسية للجوهر من أجزاء حقيقته، فالجوهر الفرد هو الجزء الذي لا يتجزأ القابل لقيام المعنى به، وحيث كان قبول الجوهر للمعنى القائم به صفة نفسية له والصفة النفسية لا تتوقف على شرط كانت احاطة الجواهر بالجوهر الذي قام به المعنى ليست شرطا في قبول الجوهر الفرد لذلك المعنى القائم به (قوله ولا يصح الخ) لما أنهى الكلام على ابطال كون الاحاطة شرطا في قبول الجوهر للمعنى أتبعه بابطال كونها شرطا في قيام المعنى به، فقال ولا يصح الخ (قوله في قيامه) أي المعنى وقوله: به: أي الجوهر الفرد (قوله إذ الشرط الخ) مثلا الحياة شرط في العلم فلا بد أن تقوم بمحله، ولا يصح قيامها بجسم آخر وإلا لوجد العلم في محله بدونها وهو باطل لوجود المشروط بدون شرطه، واحاطة الجواهر بالجوهر الفرد الذي قام به المعنى غير موجودة في الجوهر الفرد، وحينئذ فلا يكون شرطا في قيام المعنى بالجوهر الفرد، وإذا بطل كون الاحاطة شرطا في قبول الجوهر الفرد للمعنى وبطل كونها شرطا في قيام المعنى به ثبت أنه لا أثر للجواهر المحيطة في قيام المعنى بالجوهر الفرد وهو المدعى ... (قوله يعني أن بصرنا الخ) مفهوم الإضافة وهو عدم تعدد البصر في جانب القديم معتبر ... (قوله وأنه الخ) تفسير للإشارة ونظر مسئلة البصر بمسئلة العلم لأن مسئلة العلم قد تقدم الاستدلال عليها (قوله كل ما) أي كل موجود (قوله أن يدرك) أي بالحدقة (قوله بالمحل) أي الحدقة (قوله وهو) أي المعنى المضاد للإدراك (قوله وهو) أي مضمون الشرطية القائلة كل موجود يجوز أن يدرك الخ (قوله وتعدد الخ) المناسب التفريع (قوله ولا يلزم الخ) جواب عما يقال أنه يلزم من تعدّد الموانع بتعدّد الموجودات التي لم تر قيام مالا يتناهى عدده بالعين من الادراكات والموانع وهذا باطل (قوله فإدراكاتها الخ) أي وعلى هذا فعدم رؤية المعدومات لغير مانع وإلا لزم قيام موانع لا نهاية لها بالعين (قوله على انتقاض البنية) أي تغير الحدقة الذي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام