فهرس الكتاب
الصفحة 401 من 517

شاهدنا شيئا علمنا وجوده وتبعه العلم بتمييزه. قال أبو هاشم: الرؤية تتعلق بالأخص ويتبعه العلم بالوجود الأعم قال: وما ذكرناه أدخل في قضية العقل، فإن العلم بالأخص يستلزم العلم بالأعم ولا ينعكس. قلنا نحن لا ندعي أن ّ ذلك لازم لا عقلا ولا عادة، بل نقول إن علم ذلك في بعض الأشياء فهو قضية عادية، وقول أبي هاشم ان الرؤية تتعلق بالأخص ثم يتبعها العلم بالوجود، كيف يصح منه مع زعمه أن أخص وصف الشيء حال نفسية، وقوله: كما أن الحال لا موجودة ولا معدومة فهي لا معلومة ولا مجهولة، وعني به أنها لا تعلم على حيالها، وإذا لم تكن معلومة على حيالها، فكيف تكون محسوسة وكل محسوس معلوم، وقوله: أنا ننتقل من ادراك الأخص إلى ادراك الوجود الأعم لا يستقيم مع دعواهم أن الوجود عرض يفارق، فإنهم أثبتوا الماهيات متقررة في العدم بدون الوجود، والعلم بالأخص إنما يستلزم العلم بالأعم الذاتي أو لازمه لا العرض المفارق. قلت: واقتصرنا في هذه العقيدة على أحد هذه الاعتراضات وهو السابع منها، وبالله تعالى التوفيق.

التالي بطل المقدم وهو تعلقها بالوجود (قوله شاهدنا) أي بأبصارنا (قوله وتبعه العلم الخ) أي تبعه العلم بجهة الاختلاف، فيكون العلم بالاختلاف الأخص تابعا للعلم بالوجود الأعم، وزعم بعضهم أنها تتعلق بذلك على العكس، وإليه أشار بقوله. وقال أبو هاشم: الرؤية تتعلق بالأخص أي بالحال الأخص وهو المميز للشيء ويتبعها العلم بالوجود الأعم، لأن الرؤية عنده إنما تتعلق بأخص وصف الشيء وهو حال، وجعل الوجود أعم لأنه شامل لهذا المرئي وغيره، فاذا رأينا لون العاج مثلا، فإنا نرى البياضية لأنها أخص أوصاف هذا اللون، ويتبع ذلك العلم بوجود هذا اللون، وهو مخالف لمذهب الأشعري من تعلق الرؤية بالوجود (قوله قال) أي ترشيحا وتقوية لما قاله (قوله أدخل الخ) أي أوفق بما يقتضيه العقل (قوله لا ندعي أن ذلك) أي تبعية العلم بالمميز للوجود: أي لا ندعي أن رؤية الوجود تستلزم العلم بالأخص لا عقلا ولا عادة حتى يتم ّ اعتراضكم علينا (قوله إن علم ذلك) أي المميز بعد رؤية الوجود (قوله فهو قضية عادية) أي فهو أمر عادي، ويرد على ذلك أنه نفي أوّلا كون اللزوم عاديا، وقد يجاب بأنه نفي أوّلا العادة العامّة المطردة التي لا تختلف، وأثبت هنا العادة الجزئية (قوله وقول أبي هاشم) مبتدأ خبره قوله: كيف الخ: أي لا يصح ذلك القول منه (قوله حال نفسية) أي وهي لا ترى، وقوله: عطف على زعمه، وقد تفنن في التعبير لأن المراد بالزعم القول (قوله وعنى) أي أبو هاشم بقوله لا معلومة ولا مجهولة (قوله أنها) أي الحال (قوله محسوسة) أي مرئية بحاسة البصر (قوله وكل الخ) حال (قوله وقوله) أي أبي هاشم (قوله مع دعواهم) أي المعتزلة وأبو هاشم منهم (قوله متقررة في العدم) أي فيقولون إن الحقائق أزلية كانت مخبأة ومستورة قبل وجودها، ثم ظهرت بوجودها شبه ثوب كان في صندوق مغلوق عليه ثم ظهر بفتحه (قوله والعلم الخ) أي لأن العلم بالأخص إنما يستلزم العلم بالأعم الذاتي كالعلم بالإنسان فإنه يستلزم العلم بالحيوان (قوله أو لازمه) أي لازم الأعم: كالجسمية اللازمة للحيوان (قوله لا العرض المفارق) كالضاحكية بالفعل (قوله واقتصرنا الخ) أنت خبير بأن الذي ذكره في المتن هو قوله لأن الوجود عين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام