لا جائز أن يتقيد بأحدهما وإلا لما رؤى الآخر، فتعين أنه إنما صح رؤيته لكونه موجودا والبارئ تعالى موجود فصح أن يرى. قال الإمام الفخر في المعالم: وهذا عندي ضعيف لأنه يقال الجوهر والعرض مخلوقان، فصحة المخلوقية فيهما حكم مشترك بينهما فلا بدّله من علة مشتركة والمشترك إما الحدوث أو الوجود والحدوث باطل لما ذكرتموه تعين الوجود، فوجب كونه تعالى يصح أن يكون مخلوقا وكما أن هذا باطل فكذلك ما ذكرتموه، وأيضا فإنا ندرك باللمس الطويل والعريض وندرك الحرارة والبرودة، وصحة الملموسية حكم مشترك ونسوق الكلام إلى آخره حتى يلزم صحة كونه تعالى ملموسا والتزامه مدفوع ببديهة العقل،
صفة أو وجود موصوف، ثم إن عبارته اقتضت أن الوجود يقيد بالوجود ولا يخفي ما فيه وإن جعل الضمير في قوله إما أن يتقيد للأمر المعلل لا المعلل به الذي هو الوجود لم يحتج لحذف المضاف ولا يرد عليه ما ذكر من البحث (قوله لا جائز أن يتقيد بأحدهما) أي بأن يقال إنما رؤى للشيء لكون وجوده وجود صفة أو لكون وجوده وجود موصوف وإلا لما رؤى الآخر لانتفاء العلة في طرفه فتعين عدم تقييده وأن العلة مطلق الوجود المتحقق في كل من الصفة والموصوف (قوله فتعين أنه) أي المذكور الذي هو الجوهر والعرض (قوله لكونه موجودا) أي على الاطلاق لا بقيد كونه صفة أو موصوفا (قوله والبارئ الخ) الأولى أن يقول بعده: وحينئذ فقد صحت الكبرى لأنه هو الذي بصدده (قوله وهذا) أي ما ذكر من السبر الذي أتوا به لبيان الكبرى (قوله لأنه) أي الحال والشأن (قوله فصحة المخلوقية) أي التي هي بمثابة الرؤية في كونها مشتركة بين الجوهر والعرض (قوله فلا بد ّ له) أي لذلك الحكم (قوله مشتركة) أي بين الجوهر والعرض، وإنما وجب في تلك العلة أن تكون مشتركة لأنه لو عللت صحة المخلوقية كل بما به يتميز عن الاخر لزم تعليل الأحكام المتساوية بالنوع بعلل مختلفة وأنه محال كما مر ّ (قوله إما الحدوث أو الوجود) هذا من كلام الامام والشارح لم يجر عليه في سبره، بل قال إما أن يكون أمرا ثبوتيا أو عدميا، وكان المناسب له حين قصد جلب كلام الامام من النقض في المقام الجاري على الحوادث والوجود أن يجري في مقام السبر عليها ليجري طرف السبر وطرف النقض على نسق واحد (قوله لما ذكرتموه) أي من أن العدمي ّ لا يكون علة، والمراد بالعدمي هنا ما يشمل الحال (قوله فوجب الخ) مرتب على محذوف: أي والبارئ موجود فوجب الخ (قوله وكما أن هذا) أي ما أدّى إليه السبر في هذا المقام وهو كونه تعالى مخلوقا (قوله فكذلك ما ذكرتموه) الخطاب لأهل الفن ّ: أي فكذلك ما ذكرتموه مما أدّى إليه السبر وهو أنه يرى باطل (قوله وأيضا الخ) هذا نقض ثان فالملموسية بمثابة الرؤية والمخلوقية (قوله وندرك) أي به (قوله مشترك) أي بين الطويل والعريض والحرارة والبرودة (قوله إلى آخره الخ) أي إلى آخر الكلام في السبر فنقول: فلا بد له من علة مشتركة، والمشترك إما الحدوث أو الوجود والحدوث باطل لما ذكرتموه فتعين الوجود فيلزم صحة كون المولى ملموسا لأنه تعالى موجود (قوله حتى) تفريعية بمعنى الفاء (قوله والتزامه) أي التزام أن المولى يجوز أن يلمس (قوله مدفوع) أي باطل (قوله ببديهة العقل) سيأتي في كلامه في توجيه ضعف جواب الأستاذ