فهرس الكتاب
الصفحة 384 من 517

القضية وإن وجد في الدار رجال الدنيا كلهم سوى ذلك الرجل، وقوله: نقول هب أنه لا ينافيه فأين ما يقتضيه؟ نقول يقتضيه ما ذكر من أن الآية وردت في معرض التمدّح، فحملها على خلاف العموم يخل ببلاغة الكلام، وقوله: إن تلك القرينة حالية فلا يترك مدلول اللفظ لأجلها. هذا الكلام يقتضي انحصار قرينة المجاز في القرائن اللفظية، وفساده ظاهر عند المحققين وإن كان في ذلك خلاف، وقوله: سلمنا دلالة الصيغة على العموم بهذه القرينة. هذا تسليم منه يوجب انقطاعه وما ذكر بعد الخ كلام منصوب في غير محله، وكأنه لم يعرف من يخاطب هذا التخاطب له هو الامام شرف الدين بن التلمساني من أئمة أهل السنة ومحققيهم رحمه الله تعالى ورضى عنه، وقد قدح في بعض الأجوبة عن الآية التي استدل بها المعتزلة، ولا يلزم من ذلك أنه يوافقهم على صحة الاستدلال بها على نفي الرؤية

الخ لا يقول به عاقل (قوله القضية) هي لا رجال في الدار (قوله وقوله الخ) المناسب للأسلوب الأول الذي صدّر به أن يقول، ومنها قوله نقول الخ (قوله أنه) أي سلب العموم ... (قوله لا ينافيه) أي لا ينافي عموم السلب (قوله فأين ما يقتضيه) أي فأين ما يدل على عموم السلب في الآية، وهي لا تدركه الأبصار حتى تحمل عليه (قوله فحملها الخ) أي فحملها على خلاف عموم السلب وهو سلب العموم (قوله يقتضي الخ) أي لأنه ألغى القرينة الحالية عن الاعتبار، فكأنه يرى أن اللفظ لا يصرفه عن ظاهره إلا القرينة اللفظية، وهذا فاسد على أن قوله فلا يترك الظاهر لأجلها يقال عليه حيث سلمت أنها قرينة. فيلزمك أن مدلول اللفظ يترك لأجلها إذ لا معنى لكونها قرينة إلا أنه يترك مدلول اللفظ لأجلها (قوله في ذلك) أي انحصار قرينة المجاز في اللفظية (قوله هذا تسليم الخ) أي لأنه حيث سلم أن الآية من قبيل عموم السلب، فقد وافق ابن التلمساني (قوله وما ذكر الخ) أي وما ذكره ابن ذكرى بعد قوله: سلمنا دلالة الصيغة على العموم بهذه القرينة، والذي ذكره بعده وقوله: فلا نسلم عمومها في الأزمان لأن صيغة العموم مطلقة فيها فتقيد بالدنيا أو ندعي التخصيص في الافراد. والحاصل أن تسليمه لما ذكره شرف الدين يقطع نزاعه واعتراضه، وكل من انتقل إليه من الأجوبة بعد ذلك لا يفيد في الاعتراض على شرف الدين شيئا غير اختلال النظام وتنافر الكلام لخروجه عن محل النزاع (قوله منصوب) أي مجعول ومذكور (قوله وكأنه) أي ابن ذكرى (قوله لم يعرف من يخاطب) أي هل هو ابن التلمساني العالم الكبير أو غيره، لأن هذا الخطاب لا يناسب أن يخاطب به إلا من يمنع الرؤية محتجا بالآية كالمعتزلة وابن التلمساني الذي يخاطبه ابن ذكرى سنى لا يحتج بالآية على منع الرؤية ولا يقول بمنعها أصلا (قوله هذا المخاطب له) كلام مستأنف والاشارة لابن التلمساني، والمخاطب بفتح الطاء نعت أو عطف بيان أو بدل من اسم الاشارة والضمير في له لابن ذكرى: أي ان المخاطب لابن ذكرى هو ابن التلمساني العالم الكبير، فلا يليق بابن ذكرى أن يخلط في خطابه، ويأتي بكلام في غير محله لا يليق خطابه به، وإنما يخاطب به غيره كالمعتزلة (قوله وقد قدح الخ) الواو للحال وفاعل قدح ضمير شرف الدين، والمراد ببعض الأجوبة التي قدح فيها كون الآية من قبيل سلب العموم لا عموم السلب (قوله من ذلك) أي من قدح شرف الدين في بعض الأجوبة عن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام