فهرس الكتاب
الصفحة 379 من 517

من باب السلب المعلق بالمجموع من حيث هو مجموع، لا من باب السلب المعلق بكل فرد فرد وهذا الجواب الأخير أضعف الأجوبة ولهذا أخرنه، وقد اعترضه ابن التلمساني بأن قال: لا نسلم أن هذه الآية لا تقيد عموم السلب، ولا نسلم أنها إذا دلت على نفي العموم لا تدّل على عموم السلب فإنه لا ينافيه، وقوله: إن نقيض الكلية الموجبة الجزئية السالبة. قلنا مسلم أنه يكفي ذلك في تكذيبها لأنه المحقق. لكن إذا كذبت بالسالبة الجزئية كان تكذيبها بالسالبة الكلية بطريق الأولى، والذي يدل على أن المراد به عموم السلب قرينة التمدّح بذلك، فإنك إذا أردت الوصف بالاحتجاب عن الأبصار كان التمدّح بقولك لا يدركه مّا ألبتة لا بقولك بعض الأبصار لا يدركه، فالاعتماد على الجواب الثاني: يعني للإمام الفخر وهو أن الادراك أخص من الرؤية على ما سبق تقريره.

(قوله من باب الخ) هو سلب العموم، وقوله: لا من باب الخ: أي حتى يكون من عموم السلب (قوله وقد اعترضه الخ) هذا بيان لضعفه: أي وقد اعترض الجواب المذكور (قوله لا نسلم الخ) أي بل هي مفيدة له خلافا للفخر (قوله فإنه لا ينافيه) أي وإذا كان كذلك فلا يصح أنها إذا دلت على نفي العموم لا تدل على عموم السلب، وحينئذ فقد يجتمعان. فإن قلت كل ّ إنسان حجز فإن نقيضه ليس كل إنسان حجز فهذه سالبة جزئية ويصح أن تكون سالبة كلية بأن تقول لا شيء من الإنسان بحجز فقد جامع عموم السلب سلب العموم في هذه المادّة في نفس الأمر وقد لا يجامعه، وذلك فيما إذا ثبت حكم لبعض الأفراد كما إذا قلت ليس كل حيوان بإنسان فإنه لا يجامع قولك لا شيء من الحيوان بإنسان بل ينافيه لثبوت الإنسانية لبعض الحيوان (قوله فإنه لا ينافيه) أي وقوله: ونقيض الموجبة الكلية التي سلبتها الآية الخ يقتضي تنافيهما وأنهما لا يجتمعان في مادّة (قوله وقوله) أي الامام (قوله يكفي ذلك) الاشارة راجعة لما ذكر من السالبة الجزئية (قوله لأنه المحقق) أي ان السالبة الجزئية هي التي يتحقق بها تكذيب الموجبة الكلية، وذلك لأن الايجاب الكلي إذا كذب فالسلب الجزئي صادق لا محالة والسلب الكلي تارة يصدق كقولنا في نقيض كل إنسان حجر: كل إنسان ليس بحجر، وقد لا يصدق إلا السلب الجزئي كقولنا في نقيض كل حيوان إنسان: بعض الحيوان ليس بإنسان ظن وأما لا شيء من الحيوان بإنسان فهو كذب كالإيجاب فالجزئي إذن هو المحقق والمطرد (قوله بطريق الأولى) أي وحينئذ فالموجبة الكلية القائلة كل الأبصار تدركه التي سلبتها الآية تنافيها السالبة الجزئية والكلية، والآية محتملة لكل منهما ووجه الأولوية أنه إذا كانت السالبة الجزئية تكذبها مع إفادتها السلب عن البعض فأحرى تكذبها ما فيها السلب عن جميع الأفراد (قوله به) أي بقوله تعالى لا تدركه الأبصار، وقوله: بذلك: أي السلب، وقوله: لا بقوله: أي القائل (قوله يعني الخ) من كلام المؤلف وضمير يعني لابن التلمساني أن أن الإمام ذكر هذا الجواب الذي بحث فيه ابن التلمساني أوّلا، وذكر الجواب الذي هو أن الادراك أخص الخ ثانيا، فلما خدش ابن التلمساني الأوّل قال: فالاعتماد على الجواب الثاني فكونه ثانيا إنما هو بالنسبة لكلام الفخر

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام