فهرس الكتاب
الصفحة 368 من 517

كالرمي والجرح ورفع الثقيل وشيله، وغير ذلك مما وقع فيه النزاع. أما الرمي فإن الإنسان يرمي ويصيب الغرض تارة ولا يصيبه أخرى، والجرح قد يفضي إلى السريان تارة وقد يندمل أخرى، ورفع الثقيل وشيله قد يرتفع للشخص تارة ولا يرتفع أخرى. ومذهب المعتزلة في تحريك الأشياء الثقيلة أن تحريك الثقيل يمنة ويسرة بالاعتماد عليه ودفعه، وإذا أريد رفعه واقلاله اختلفوا فيه، فذهب المتقدمون إلى أن الاعتماد الذي يحركه يمنة ويسرة به يرتفع إلى جهة التصعد. وقال أبو هاشم ومتبعوه: ليس ذلك بصحيح، بل لا بد من زيادة حركات على الحركة التي تحرك بها في جهة اليمنة واليسرة قال: لأن معتمدنا في التولد ما نحسه من جريان الأمر على حسب دواعينا وقصودنا. ولا شك أنا نجد من شخص قدرة على تحريكه يمنة ويسرة ولا يقدر على رفعه، فلزم أن ما به يحركه ليس ما به يرفعه، وقد اختلفوا أيضا إذا رفع جماعة ثقيلا وكل واحد يستقل على الانفراد بحمله، فقال الكعبي وعباد الصيمري وأتباعهما: يحمل كل ّ واحد من الأجزاء مالم يحمله الآخر ولا يشتركان في حمل جزء، وذهب غيرهم من المعتزلة إلى أن كل واحد من الجماعة يؤثر في كل جزء

من الماء ولا يروي، وإلى اسقام أحد بضر به ولا يسقم، وإلى ابرائه بالمعالجة ولا يبرأ، وإلى احداث الحرارة بالحك ولا يحدث، وإلى تفهيم المخاطب ولا يفهم (قوله كالرمي والجرح الخ) ظاهره أن رمي الحجر والجرح متولد، وسيأتي يجعلهما مولدا بالكسر، فإن الجرح بالمعنى المصدري مولد للألم (قوله وشيله) عطف مرادف، والمناسب شوله بالواو لأنه واوي (قوله أما الرمي) أي أما عدم اضطراد الرمي، وكذا يقال فيما بعده (قوله وقد يندمل) يقال اندمل الجرح ودمل بكسر الميم اذا برأ (قوله قد يرتفع) أي رفع الثقيل وهذا لا معنى له، فالأولى والثقيل قد يرتفع تارة، وقد لا يرتفع، وحينئذ فرفعه لا يطرد. والحاصل أن الثقيل إذا حركه إنسان بيده قاصدا رفعه، فقد يحصل الرفع وقد لا يحصل وحينئذ فالرفع غير مطرد (قوله أن تحريك الثقيل) أي تحركه (قوله يمنة ويسرة) بفتح أولهما وسكون ثانيهما (قوله بالاعتماد عليه ودفعه) الباء سببية والضميران للثقيل والمراد بدفعه تحريكه وعطفه على ما قبله عطف تفسير (قوله وإذا أريد الخ) أي هذا إذا أريد تحريكه يمنة ويسرة فقط فاذا أريد الخ (قوله رفعه) أي ارتفاعه، وقوله: وإقلاله تفسير (قوله اختلفوا فيه) أي في رفعه بمعنى ارتفاعه: أي اختلفوا فيه من حيث ما يتحقق به (قوله إلى أن الاعتماد) أي الرفع والتحريك (قوله يحركه) أي الثقيل (قوله به الخ) فالاعتماد وهو رفع الثقيل وتحريكه واحد والناشئ عنه شيء واحد، وهو حركته: يمنة ويسرة وجهة العلو (قوله ليس ذلك) أي ما ذهب إليه الأقدمون (قوله بل لا بد من زيادة حركات) أي من حركات زائدة لجهة العلو ّ تنشأ من اعتماد آخر، لأن زيادة الحركات تستلزم زيادة الاعتماد (قوله ما تحسه على) أي على ما تحس به (قوله على تحريكه) أي الثقيل (قوله فلزم الخ) أي فلزم أن الاعتماد الذي به تحركه لجهة اليمين مغاير للاعتماد الذي يحصل به ارتفاعه (قوله جماعة) أراد بها ما فوق الواحد (قوله وكل ّ واحد) الواو للحال (قوله الصيمري) بضم الميم وفتحها (قوله ولا يشتركان) أي الواحد والآخر (قوله يؤثر في كل ّ جزء)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام