فهرس الكتاب
الصفحة 362 من 517

هو يؤثر فيه بواسطة السبب يؤول حاصل القول به إلى أنه فعل سببه كما أن البارئ عندهم فعل العبد وهو مخترع لفعله، ولم يكن فعله فعلا لله عز وجل إلا أنهم يمنعون اضافته لله تعالى لزومهم في أصلهم قطع نسبة القبائح إليه، ومذهبهم في التولد يلزمهم ما فرّوا منه من نسبة فعلها إليه، وكون المتولد فعل فاعل السبب قد نقل امام الحرمين في الشامل اتفاق المعتزلة عليه. قال المقترح ولا يصح فقد ذهب النظام منهم إلى أن المتولدات مضافة إلى البارئ سبحانه لا على معنى أنه فعلها، ولكن بمعنى أنه خلق الأجسام على طبائع وخصائص تقتضي حدوث الحوادث الناشئة عنها ولم يقل أنها فعل فاعل سببها، وذهب حفص القرد إلى أن ما يقع مباينا لمحل القدرة على قدر اختيار المسبب، فهو فعل فاعل السبب كالقطع والفصد والذبح، ومالا يقع على قدر اختيار المسبب كالهوى عند الاندفاع ونحوه فليس من فعله، واختلفوا في وقت تعلق القدرة بالمتولد، فقال قوم منهم لا يزال مقدورا إلى حين وقوع سببه

الفاعل كما أثر في السبب وهو الحركة أثر في المولد عنها كالضرب حتى يلزم الأثر لمؤثرين، بل المراد أن الفاعل أثر في السبب وهو الحركة والسبب الذي هو الحركة أثر في السبب كالضرب مثلا ونظير ذلك العبد مع الرب فإنه خلق العبد والعبد خلق أفعاله، وحينئذ فلم يكن الأثر ثابتا لمؤثرين (قوله هو) أي فاعل السبب (قوله فيه) أي في الأثر المولد (قوله بواسطة السبب) أي بواسطة تأثيره في السبب (قوله يؤول) حاصل القول به خبر عن قول القائل فكان الأولى يؤول حاصله الخ (قوله إنه) أي فاعل السبب، وقوله: فعل سببه: أي سبب ذلك الأثر: أي ولم يفعل الأثر المسبب عنه (قوله إلا أنهم الخ) الأولى ذكر هذا على وجه التعليل بأن يقول لأنهم يمنعون إضافته: أي فعل العبد (قوله ومذهبهم في التولد) الواو للحال (قوله يلزمهم ما فروا منه) أي، وحينئذ فلا يمنعهم هذا النفي ووجه الالزام أن الموجب عندهم لكون العبد فاعلا للمسبب كالضرب والقتل كونه فاعلا للسبب وهو حركة اليد فيلزم لا محالة على مذهبهم الفاسد أن يكون الباري خالقا لكفر العبد وزناه وسرقته مثلا لأنه خالق للعبد وقدرته وتصميمه على الفعل وغير ذلك من أسباب الفعل ويلزمهم بضم ّ أوّله وكسر ثالثه (قوله وكون المتولد) أي كالضرب والقتل (قوله ولا يصح) أي ما ذكره من حكاية الاتفاق (قوله مضافة إلى البارئ) أي تنسب إليه بحيث يقال إنه خلق الضرب والقتل (قوله فعلها) أي أوجدها بقدرته (قوله وخصائص) أي صفات وهو عطف مرادف (قوله تقتضي حدوث الحوادث الناشئة عنها) أي كخلقه النار على طبيعة تقتضي الاحراق والسيف على طبيعة القطع وهكذا فليس القطع مثلا ناشئا عن الحركة حتى يكون فعلا لفاعل السبب، فمعنى خلق الله القطع مثلا على هذا المذهب أنه خلق الطبيعة المقتضية لذلك في الجسم المقطوع به (قوله مباينا الخ) أي خارجا عن محلها (قوله على قدر الخ) المراد بالقدر الوفق وبالاختيار الارادة وبالمسبب بكسر الباء الشخص (قوله ونحوه) أي كذهاب السهم (قوله فليس من فعله) أي بل هو فعل لله تعالى (قوله واختلفوا) أي المعتزلة (قوله في وقت الخ) على حذف مضاف دل ّ عليه السياق: أي في وقت انقطاع تعلقها (قوله لا يزال مقدورا) أي متعلقا للقدرة الحادثة تعلقا صلاحيا ليناسب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام