فهرس الكتاب
الصفحة 332 من 517

ولا تأثير للقدرة القديمة أصلا في تلك الأفعال الاختيارية، ولا جريان لها على وفق ارادته جل وعلا عما يقول الظالمون علوا كبيرا هو دليل التمانع السابق، ووجهه أن اللازم في تعدد الآلهة ثبوت العجز للإله عند عدم نفوذ ارادته، وذلك بعينه لازم في مذهب القدرية، فإنهم جعلوا تعلق قدرة العبد وارادته بالفعل مانعة من تعلق الله تعالى وارادته بذلك الفعل مع القطع بأن ذلك الفعل من جملة الممكنات التي قام بها البرهان القطعي ّ على وجوب تعلق قدرة الله تعالى وارادته بوصف العموم لجميعها، فصار اذن هذا الفعل قد توجهت نحوه قدرة العبد وقدرة مولانا جل وعلا وارادة العبد وارادة مولانا سبحانه وتعالى لما عرفت من عموم تعلق قدرته تعالى وارادته. ثم زعمت القدرية مجوس هذه الأمة أن الذي نفذ وأثر في الفعل، والحالة هذه إنما هو أضعف القدرتين وأضعف الارادتين، وهما قدرة العبد الفقير الحقير وارادته، وهل هذا القول الشنيع إلا قول بإثبات الشريك له تعالى ووسم له بنقيضة العجز وغلبة الغير له، وإذا كان عجز الاله بتقدير نفوذ ارادة إله آخر يماثله قادحا في ألوهيته وموجبا لنقصه وعدم ذاته فكيف بعجزه لنفوذ قدرة عبده وارادته

لهم (قوله ولا تأثير الخ) أي وأنه لا تأثير الخ وهو عطف لازم على ملزوم (قوله ولا جريان لها) أي للأفعال الاختيارية على وفق إرادته وظاهره سواء كانت خيرا أو شرا لأن مرادهم بعدم جريانها على وفق الارادة أنه تعالى لا يخصصها بل العبد هو الذي يؤثر عندهم في أفعاله الاختيارية بقدرته وارادته (قوله جل وعلا الخ) من كلام الشارح لا من كلامهم (قوله هو دليل التمانع) خبر أن وأتى بضمير الفصل لما وقع بين المبتدأ والخبر من الفصل وتقريره أن تقول لو وجد مؤثر في فعل من الأفعال غير الله تعالى للزم التمانع لكن تمانع الالهين محال إذ لو حصل تمانعهما للزم عجزهما وعجزهما محال إذ لو عجزا لما حصل فعل من الأفعال لكن عدم فعل من الأفعال باطل لوجوده بالمشاهدة (قوله في تعدّد) في بمعنى على (قوله ثبوت العجز) اختصر في الدليل لأن اللازم التمانع والتمانع يلزمه العجز (قوله وذلك الخ) أي وذلك اللازم بعينه وهو العجز (قوله مانعة) مفعول ثان لجعلوا وأنثه لأن تعلق اكتسب التأنيث من المضاف إليه والأولى أن يقول مانعين لأن الارادة لها تعلق مستقل وكذا القدرة (قوله مع القطع الخ) لا يتم الرد عليهم إلا بملاحظة هذا وإن كانوا ينكرون ذلك لكن لقيام الدليل القطعي عليه كان انكارهم له كالعدم (قوله بوصف العموم لجميعها) أي تعلقا آنيا على وجه العموم لجميع الممكنات (قوله فصار الخ) أي فصار هذا الفعل إذ كانت قدرة الله وإرادته عامتي التعلق قد توجهت إليه قدرة العبد وارادته وقدرة مولانا وارادته، وحينئذ أتى التمانع فأتى العجز وأتى عدم وجود الفعل (قوله لما عرفت الخ) مستفاد من قوله قبل مع القطع بأن ذلك الفعل الخ ... (قوله مجوس هذه الأمة) تشنيع عليهم وإلا فهم ليسوا كفارا لقولهم إن قدرة العبد التي يخلق بها أفعاله مخلوقة لله (قوله أضعف القدرتين) أفعل التفضيل ليس على بابه (قوله إلا قول الخ) هذا تشنيع في الرد عليهم بحسب ما يلزمهم وإلا فهم لا يقولون بذلك (قوله ووسم الخ) أي ووصف له بالنقيصة التي هي العجز، وأصل الوسم العلامة بالنار (قوله وغلبة الغير) بالجر عطف على نقيصة (قوله وعدم ذاته) أي من حيث هو إله لأن وجود ذاته وهو إله مع كونه عاجزا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام