فهرس الكتاب
الصفحة 328 من 517

فلا يخفى فساده، ويلزم منه أن كل من فهم وجه دلالة المعجزة على النبوة فهم منه ثبوت الوحدانية وبالعكس وهو واضح البطلان، وإن أراد مع اختلاف الوجه بطلت المعية التي ذكرت لأنهما حينئذ نظيران، وقد تقرر أن كل نظيرين فمها ضدّان لا يجتمعان فالدور اللازم هنا إذن لا يكون الا دور تقدّم لا دور معية كما اعتقد. الرابع أن دور المعية الذي اعتقده فيما بين الصدق وثبوت الوحدانية لا يدفع على تقدير تسليمه دور التقدّم اللازم في الاستدلال على الوحدانية بدليل السمع بل هو يحققه، وذلك أن ثبوت الوحدانية إذا كان لا يتأخر عن معرفة صدق النبي للدور المعي ّ الذي بينهما على ما ذكر وجب أن يتقدّم على ما تقدّم عليه الصدق، والصدق متقدم على ثبوت دليل السمع المتقدّم على ما يستفاد

عليها بالسمع نظير من يعتقد أنه يبني بيتا، وتسليم الاستدلال عليها بالدليل العقلي حال المحاولة نظير من هدم ذلك البيت حال بنائه (قوله فلا يخفى فساده) أي لاختلاف الجهة في نفس الأمر لأن دلالة الخارق على الصدق من جهة كونه خارقا مقارنا للتحدي معجوزا عن معارضته ودلالته على الوحدانية من جهة كونه فعلا حادثا موجودا بعد عدم سواء كان خارقا أم لا إذ لو تعدد الاله لتمانعا فلا يوجد فعل من الأفعال لا هذا الخارق ولا غيره (قوله وهو واضح البطلان) أي لأنه لا يلزم من العلم بوجه دلالة المعجزة على النبوة العلم بالوحدانية، ولا يلزم من العلم بوجه دلالة المعجزة على الوحدانية العلم بالنبوة (قوله مع اختلاف الوجه) أي فإن الخارق من جهة حدوثه دليل على الوحدانية ومن جهة كونه مقارنا لدعوى التحدي معجزة (قوله بطلت المعية) أي التي ذكرها المجيب (قوله لأنهما) أي الصدق وثبوت الوحدانية (قوله حينئذ) أي حين إذ كانت دلالة الخارق عليهما معا مع اختلاف الجهة (قوله لا يجتمعان) بل متى وجد أحدهما عدم الآخر (قوله فالدور اللازم هنا) أي للاستدلال بالسمع على ثبوت الوحدانية (قوله لا يكون إلا دور تقدم) لأن صدق الرسول وثبوت الوحدانية كل منهما متوقف في تحققه على تقدم الآخر عليه (قوله لا دور معية) لأنه ما توقف فيه وجود كل من الأمرين على مصاحبة الآخر والضدان لا يصطحبان ذهنا ولا خارجا إلا على سبيل الوهم (قوله أن دور المعية الخ) وهو توقف كل من الصدق وثبوت الوحدانية على مصاحبة الآخر (قوله لا يدفع الخ) أي لا يدفع لزوم الدور السبقي على تقدير الاستدلال على ثبوت الوحدانية بالدليل السمعي، وذلك لأن الدليل السمعي متوقف على الصدق والصدق مقارن للوحدانية فتكون الوحدانية سابقة على الدليل السمعي لمقارنتها للصدق السابق عليه فلو استدللنا بالدليل السمعي على الوحدانية كانت الوحدانية متأخرة عن الدليل السمعي ضرورة تأخر المدلول عن الدليل، وقد كانت الوحدانية متقدّمة عليه فيلزم من الاستدلال به عليها أن يكون كل منهما مقدّما على نفسه مؤخرا عنها وهذا دور (قوله لا يدفع) خبر أن وقال على تقدير تسليمه لما اقتضاه

الوجه الثالث من منع تسليم دور المعية (قوله بل هو) أي دور المعية (قوله يحققه) أي دور التقدّم (قوله وذلك) أي وبيان ذلك: أي كون دور المعية لا يدفع الخ (قوله أن يتقدّم) أي ثبوت الوحدانية (قوله على ما) أي الدليل السمعي (قوله المتقدّم) نعت للدليل السمعي (قوله على ما) أي الوحدانية (قوله يستفاد)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام