الشمس مشرقة والنار محرقة، وقضايا قياساتها معها، وهي ما يجزم بها العقل بواسطة وسط يتصوّر معها كقولنا الأربعة زوج فإنه بسبب وسط حاضر في الذهن وهو الانقسام بمتساويين، وتجربيات: وهي ما يجزم به العقل بواسطة تجربته مرارا كثيرة بحيث يجزم العقل بأنه ليس على سبيل الاتفاق كقولنا السقمونيا تسهل الصفراء، وحدسيات: وهي ما يجزم به العقل لترتب دون ترتب التجربيات مع مصاحبة القرآن كقولنا نور القمر مستفاد من نور الشمس، ومتواترات: وهي ما يجزم به العقل بواسطة حس السمع، ووسط حاضر في الذهن، وذلك أن يخبر عن محسوس يمكن وقوعه جمع كثير ممن يجزم العقل بامتناع تواطئهم على الكذب
وهذه نار وكل نار محرقة ينتج الأوّل أن هذه مشرقة والثاني أن هذه محرقة، فالحكم على النار بالإحراق وعلى الشمس بالإشراق يتوقف بعد تصور الطرفين على إدراك ذلك بحاسة اللمس وحاسة البصر (قوله قياساتها معها) أي ملحوظة معها، والقياس ما نركب من مقدمات متى سلمت لزمها قول آخر (قوله وهي ما) أي قضايا (قوله بها) أي بنسبتها (قوله بواسطة وسط) أي بواسطة قياس ذي وسط ففي الكلام حذف (قوله يتصور معها) أي يلحظ معها، والأولى أن يقول يصدق به معها إلا أن يقال أراد بالتصور التصديق (قوله كقولنا الأربعة زوج) هذه قضية والحكم فيها وهو ثبوت الزوجية للأربعة متوقف بعد تصور الطرفين على قياس حاضر في الذهن ملحوظ معها وهو الأربعة منقسمة بمتساويين وكل منقسم بمتساويين زوج (قوله فإنه) أي حكمه: أي الحكم فيه بالزوجية (قوله وسط) أي واسطة (قوله وهو الخ) الأولى وهو أنها منقسمة بمتساوين وكل ما هو كذلك فهو زوج (قوله وهي ما) أي قضايا، وقوله: به: أي بنسبته، وقوله: بواسطة تجربته: أي لتلك النسبة: أي لمتعلقها، فالأولى ما يجزم العقل بنسبتها بواسطة ثبوت المحكوم به مرارا كثيرة، فالجزم بأن السقمونيا مسهلة للصفراء إنما يحصل عند الحاكم بواسطة ثبوت ذلك عنده مرارا لا أن َ ذلك أمر اتفاقي (قوله السقمونيا) نبات يستخرج من جوفه رطوبات وتجفف (قوله تسهل الصفراء) أي تزيلها: أي تزيل الزائد منها على باقي الأمزجة من البلغم والدم والسوداء لا أنها تزيلها من أصلها (قوله وحدسيات) نسبة إلى الحدس وهو سرعة الإنتقال من المبادئ إلى المطالب، ومعناه لغة التخمين (قوله وهي ما الخ) أي قضايا يجزم العقل بنسبتها لوجود ترتب: أي تكرار لحكمها دون الترتب الكائن في التجربيات مع مصاحبة القرائن وهي شيء يجده الشخص في نفسه (قوله دون) أي أقل (قوله كقولنا الخ) فهذه قضية حدسية لان الحكم باستفادة نور القمر من نور الشمس متوقف بعد تصور الطرفين على ترتب المبادئ: أي اختلاف تشكلات القمر النورانية قوّة وضعفا بسبب القرب والبعد من الشمس فإنه كلما بعد منها وقابلها كثر نوره وكلما قاربها قل ّ نوره وجزم القمر عند الحكماء أسود مظلم مصقول كالمرآة ونوره مستفاد من
نور الشمس (قوله وهي الخ) أي وهي قضايا يجزم العقل بنسبتها بواسطة حس السمع مثلا وبواسطة واسطة حاضرة في الذهن (قوله وذلك) أي التواتر (قوله عن محسوس) أي بحاسة السمع والبصر مثلا، خرج المعقول كخبر الفلاسفة بأن العالم قديم فلا يفيد الجزم (قوله بامتناع الخ) أي عادة. أما العقل