فهرس الكتاب
الصفحة 300 من 517

عبارة عن سلب الكثرة، ونقل عن القاضي وإمام الحرمين أنها صفة نفسية، والتحقيق الأوّل وأما أقسام الوحدة فكثيرة: الواحد الحقيقي، والواحد بالشخص، والواحد بالجنس، والواحد بالنوع، والواحد بالفصل، والواحد بالعرض، ثم الواحد بالشخص: أما واحد بالاتصال أو واحد بالاجتماع، ويسمى الواحد بالتركيب والواحد بالارتباط، ثم الواحد بالعرض: أما واحد بالمحمول وأما واحد بالموضوع، فهذه أقسام سبعة، ووجه التقسيم إليها أن الواحد إما أن يكون بحيث لا ينقسم بوجه من الوجوه أم لا، والأوّل الواحد الحقيقي، والثاني إما أن يكون بحيث يمتنع حمله على كثيرين: كزيد فهو الواحد بالشخص، أو يكون بحيث لا يمتنع حمله على كثيرين، ولا بد أن يكون واحدا من وجه كثيرا من وجه، ويجب تغاير الوجهين لتنافيهما، وإذا كان كذلك فجهة الواحد إما أن تكون نفس الماهية لمعروض الكثرة أو جزءا منها

جنسه: أي جنس الموجود فيشمل موجودان تركبا (قوله عبارة عن) الأولى حذفهما (قوله والتحقيق الأوّل) لأنها لو كانت حالا نفسية لاحتاجت لوحدة لوجوب الوحدة لصفاته تعالى وتحتاج تلك الوحدة لوحدة وهكذا فيلزم الدور أو التسلسل (قوله الواحد الحقيقي) الأولى الوحدة الحقيقية وكذا يقال فيما بعده لأن التقسيم جار على الوحدة لا على الواحد، وإن كان تقسيم الواحد يستلزم تقسيم الوحدة (قوله والواحد بالشخص) أي الواحد المبين بالشخص لأن الواحد هو الشخص لا غيره وكذا يقال فيما بعده (قوله بالاتصال) الباء للملابسة أي اتصال أجزائه بعضها مع بعض، وكذا يقال في قوله: بالاجتماع وهذه التسمية اصطلاحية لأن التفسير الآتي يفهم منه خلاف ما يفهم من التسمية (قوله ويسمى) أي الواحد بالاجتماع (قوله أما واحد بالمحمول) الباء للتصوير أو للملابسة وكذا يقال فيما بعده (قوله أقسام سبعة) أي غير الواحد الحقيقي فالمجموع به ثمانية (قوله لا ينقسم بوجه) أي لا عقلا ولا بالفعل لا طولا ولا عرضا ولا عمقا (قوله والأوّل الخ) المناسب إسقاط الواو (قوله والثاني) أي ما ينقسم بوجه من الوجوه (قوله على كثيرين) أي مختلفين في الحقائق أم لا (قوله ولا بد ّ الخ) أي وحينئذ فلا بد ّ الخ وذلك كالإنسان والحيوان والبياض فإن كلا بالنظر لحقيقته واحد وبالنظر لما صدقه كثير (قوله ويجب الخ) أي ويجب أن يحكم بتغاير الوجهين لوجود المنافاة بينهما بالقلة والكثرة (قوله وإذا كان) أي الواحد من وجه كثيرا من وجه، وقوله: كذلك: أي بتلك الحالة وهي وجوب تغاير الوجهين (قوله فجهة الوحدة) الاضافة للبيان (قوله أما أن تكون نفس الماهية لمعروض الكثرة) أي الماهية الكائنة لمعروض الكثرة: أي الشيء الذي تعرض له الكثرة فالإنسان واحد بالنظر لحقيقته وتلك الحقيقة ماهية لأفراده التي تعرض لها الكثرة وتتصف بها فالواحد هو الإنسان وجهة الوحدة هي الماهية: يعني الحيوان الناطق وهذه الماهية المفصلة هي عين الواحد غاية الأمر أنهما مختلفان بالإجمال والتفصيل، والمراد بكون الماهية جهة الوحدة أنها جهة لشيء واحد ثم إن هذه الماهية التي هي جهة الوحدة تمام ماهية ما تحت الإنسان من الأفراد (قوله أو جزءا منها) أي من ماهية الأفراد المعروضة للكثرة كالحيوان فإنه واحد بالنظر لحقيقته وجهة الوحدة فيه جزء من ماهية ما تحته من الأفراد فإن الجسم النامي الحساس ليس تمام ماهية الأفراد التي تحته

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام