فهرس الكتاب
الصفحة 244 من 517

غائبا على وجه الكمال والتنزيه، ومنها اطلاقه أن صفاته تعالى مغايرة لذاته، وأئمة السنة رضوان الله تعالى عليهم ممتنعون من اطلاق ذلك لما يوهم لفظ الغير من صحة المفارقة، ولم يرد الشرع باطلاقه فلا يصح هذه الاعتراضات اللفظية. ثم الاعتراض الجملي المعنوي على هذا الدليل أن الامام إن ادعى في استقرائه أنه لا علم عند أحد من البشر من آدم إلى آخر مميز يوجد من البشر سوى ما ذكره فلا يخفى سقوط هذه الدعوى، وإن ادعى أن هذا هو الذي وجده فيمن استقرأه من البشر، فلا يفيد أن الحاصل لجميع البشر ليس إلا ذاك، ويعارضه ما تدعيه الصوفية من أن الرياضة بعد تصحيح العقيدة، وإحكام الفرائض، وتناول الحلال بالخلوة والعزلة والصوم، ودوام الذكر على طهارة الظاهر والباطن، وصدق الافتقار إلى الله تعالى بترك الدعوات، والتبري من الحول والقوة ظاهرا وباطنا سبب بمشيئة الله تعالى للزيادة في المعارف كما قال تعالى - والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا - وقال تعالى - أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه - ويعبرون عن ذلك الروح والنور بعين السر وهو مرآة تجليات وكشوف لأمور بخلق علوم لا سبيل

(قوله وأئمة السنة الخ) حال (قوله لما يوهم) أي يوقع في الوهم: أي الذهن (قوله فلا يصح) أي الاطلاق (قوله هذه الاعتراضات) أي المناقشات كما عبر بذلك سابقا، وقوله: هذه الخ: أي هذه هي الاعتراضات الخ، وهذا دخول على قوله: ثم الاعتراض الخ، وليس مرتبطا بقوله: فلا يصح الخ وفاعل يصح ضمير يرجع للإطلاق (قوله الجملي) أي الاجمالي لتعلقه بمجموع المقدمة الأولى من الدليل الأول بخلاف المناقشات اللفظية فإنها متعلقة بكل لفظ منه (قوله على هذا الدليل) أي الأول، وهو أن المعلوم عند البشر أمور أربعة (قوله إلى آخر مميز) قيد به لأن غيره لا عبرة به (قوله سوى ما ذكره) أي من الأمور الأربعة (قوله فلا يخفى سقوطه) لأن هذه دعوى لكون الاستقراء تاما، وذلك ليس في قدرته محال عادة (قوله فلا يفيد الخ) لأنه استقراء ناقص (قوله إلا ذاك) أي العلم بالأمور الأربعة (قوله ويعارضه) أي الفخر أو ما اقتضاه كلامه من الحصر (قوله ما تدعيه الخ) عبر بذلك لكون ما قالوه لم يتم ّ عليه حجة ولا سند له عند علماء الظاهر (قوله من أن الرياضة) أي تأديب النفس وتذليلها ... (قوله واحكام) أي اتقان (قوله بالخلوة) متعلق بالرياضة (قوله والعزلة) عطف مرادف ... (قوله على طهارة الظاهر) أي بإزالة الأحداث والأخباث، وقوله: والباطن: أي بإزالة الكبر والحقد والحسد والرياء والسمعة (قوله وصدق الافتقار) عطف على الرياضة: أي والصدق في دعوى الافتقار (قوله بترك الخ) تصوير لصدق الافتقار (قوله ظاهرا وباطنا) بأن يكون باطنه موافقا لظاهره في ترك الدعوى والتبري من حوله وقوّته (قوله سبب) خبر إن من قوله أن الرياضة (قوله للزيادة في المعارف) أي وزيادة المعارف تقتضي زيادة المعلوم، وحينئذ فلا يكون معلوم البشر في جانبه تعالى محصورا في الأمور الأربعة (قوله سلبنا) أي الطرق الموصلة الينا (قوله عن ذلك الروح) أي المذكور في الآية (قوله والنور) عطف تفسير ... (قوله بعين السر ّ) الاضافة بيانية (قوله وهو) أي ما ذكر من عين السر ّ (قوله وكشوف) تفسير لتجليات (قوله لأمور) هي المعلومات، والمجرور متعلق بمرآة، وقوله: بخلق علوم تصوير للمرآة والاضافة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام