فهرس الكتاب
الصفحة 199 من 517

وسلب الآفة لا اختصاص له بغير من سلب عنه، ولأن الإنسان يحس ّ من نفسه كونه سميعا بصيرا والعدم لا يحس، ولأنه لو صح ذلك لصح أن يقال: العالم والقادر هو الحي الذي لا آفة ولم يقولوا به، وذهب الفلاسفة إلى أن معنى الرؤية تأثر الحدقة بسبب ارتسام صورة المبصر فيها، ولهم قولان أحدهما: أن المدرك لنا نفس المثال المنطبع، وهو الشيء المطابق لما في الخارج الخالي عن المادة والثاني أن المدرك لنا عين ذلك الشيء بواسطة المثال المنطبع في الرطوبة الجليدية المؤدية إلى الحس ّ المشترك الذي هو مركب من عضلتين مجوّفتين على صورة صليب في مقدم الدماغ. قالوا: وأما السمع

الحياة ليست السمع والبصر وتنعكس هذه النتيجة إلى قولك السمع والبصر ليسا الحياة وهو المطلوب (قوله وسلب الآفة الخ) هذا اعتراض على الجزء الثاني، وحاصله قياس من الشكل الثاني، وتقريره أن تقول سلب الآفة ليس له تعلق بغير محله وهو المسلوب عنه الآفة والسمع والبصر يتعلقان بغير محلهما ينتج سلب الآفة غير السمع والبصر وتنعكس هذه النتيجة إلى قولك السمع والبصر ليسا سلب الآفة وهي الصمم والعمى (قوله لا اختصاص له الخ) أي لا تعلق له بغير محله وهو من سلبت عنه تلك الآفة (قوله من سلبت) أي الآفة، وفي بعض النسح من سلب عنه: أي من وقع السلب عنه فيكون المجرور نائبا عن الفاعل (قوله ولأن الإنسان الخ) اعتراض ثان على الطرف الثاني وهذ مقدّمة صغرى من قياس من الشكل الثاني، وقوله: والعدم الخ: أي عدم الآفة، وقوله: لا يحس: أي لا يحس الإنسان به من نفسه وهذه كبراه فينتج السمع والبصر غير سلب الآفة (قوله ولأنه لو صح الخ) اعتراض على الطرفين معا، وقوله: ذلك: أي تفسير السمع والبصر بالحي الذي لا آفة به (قوله لصح أن يقال الخ) أي لصح أن يفسر العالم والقادر بالحي الذي لا آفة به لأنه لا فارق بين تلك الصفات (قوله ولم يقولوا) أي الجبائي وولده ومن معهما (قوله أن معنى الرؤية) الاضافة بيانية، والمراد بالرؤية البصر (قوله تأثر الخ) فاذا نظرت إلى زيد فإنه يرتسم في حدقتك صورة زيد التي لا مادّة لها في الخارج فالمرتسم في الحدقة إنما هو الصورة لا نفس زيد، فاذا ارتسمت هذه الصورة في الحدقة حصل للحدقة تأثر فتأثر الحدقة هو نفس الرؤية (قوله أن المدرك لنا) أي بالرؤية، وقوله: نفس المثال المنطبع: أي المرتسم في الحدقة: أي فاذا وقع بصري عليك فلا أدرك إلا مثالك: أي صورتك التي ارتسمت في الحدقة ولا أدرك ذاتك (قوله المنطبع) أي في الحدقة (قوله وهو) أي المثال المنطبع (قوله المطابق لما في الخارج) أي خارج الأعيان وهو المرئي (قوله الخالي عن المادّة) صفة لشيء وذلك لأن المادّة المرئي كالإنسان لا يمكن ارتسامها في العين، وإنما يرتسم فيها مثال له خال عن المادة فهو مجرد خيال مطابق له (قوله والثاني الخ) هذا هو الأقرب فانا جازمون بأنا نرى وندرك الشيء لا مثاله (قوله في الرطوبة) أي محل الرؤية من العين وهو الناظر، وقوله: الجليدية: أي الشبيهة بالجليد في اللمعان (قوله المؤدية إلى الحس المشترك) أي المؤدية للقوة الباصرة التي في الحس المشترك واطلاق الحس المشترك على العضلتين المذكورتين غير معروف (قوله عضلتين) أي عصبتين (قوله على صورة صليب) أي متقاطعتين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام