فهرس الكتاب
الصفحة 169 من 517

خصه بنوع من ذلك بدلا عن تركه إلى مقابله. وأما بيان للكبرى: فلأن ترجيح وقوع أحد الطرفين المستويين بغير مرجح محال، ويستحيل أن يكون المرجح نفس ذلك الممكن لأنه يلزم عليه أن يكون مساويا لذاته راجحا لذاته، وأيضا فلأنه إن ترجح له من ذاته الوجود كان واجب الوجود لذاته، فيلزم قدمه وإن ترجح له من ذاته العدم وجب استمرار عدمه، فلا يوجد أبدا لأن المرجح الذاتي يستحيل عدمه وكلا القسمين باطل، فتعين أن يكون المرجح خارجا عنه من جهة فاعله، والسبر يقتضي أن لا مرجح لاختصاص الممكن بأحد الجائزات عليه بدلا عن مقابله إلا الارادة، وهي قصد الفاعل إلى فعل ذلك الجائز، وإن شئت قلت: اختياره له. فإن قلت لعل المرجح لوقوع أحد الطرفين صفة القدرة. فالجواب أن القدرة نسبتها إلى جميع الممكنات نسبة واحدة فما بالها تعلقت بإيجاد هذا الممكن على الخصوص بدلا عن مقابله، وفي هذا الزمان المخصوص بدلا عن المتقدّم والمتأخر والأزمان كلها بالنسبة إلى القدرة القديمة سواء فلا بد إذن من ترجيح الفاعل هذا الزمان للفعل، وحينئذ يوجد بقدرته الفعل فيه، وكذا لا بد أن يرجح الوجود بدلا عن العدم، ثم تتعلق به القدرة، وقس على ذلك كل ممكن، ولهذا يقولون القدرة عبارة عن الصفة المؤثرة

باقيها كالكون في الجهة والكون في المكان المخصوصين (قوله خصه الخ) على حذف أي التفسيرية توضيح لقوله وكذا الخ: أي فخصه بالبياض مثلا بدلا عن غيره (قوله محال) أي وحينئذ فلا بد ّ له من مرجح (قوله ويستحيل الخ) المراد بالممكن أحد الطرفين كالوجود (قوله مساويا) أي لمقابله (قوله راجحا) أي على مقابله (قوله لذاته) أي بلا سبب (قوله فلأنه) أي الممكن بمعنى الذات الموصوفة بقبول الطرفين: أعني الوجود والعدم (قوله فتعين أن يكون المرجح) أي لوقوع أحد الطرفين (قوله عنه) أي الممكن (قوله من جهة فاعله) أي الممكن والذي من جهة فاعله مثل القدرة والارادة والعلم (قوله والسبر) هو لغة الاختيار، واصطلاحا ذكر مجموع أوصاف فيبطل منها مالا يصلح للعلية، ويثبت منها ما يصلح لها بأن يقال جهة الفاعل المرجحة لأحد طرفي الممكن: أما قدرته أو ارادته أو علمه مثلا، لا جائز أن تكون القدرة لكذا ولا العلم لكذا، فتعين أن تكون الارادة (قوله يقتضي الخ) فثبتت الكبرى القائلة، وكل من خصص الممكن بأحد الطرفين الجائزين عليه فهو مريد (قوله إلا الارادة) الأولى إلا الكون مريدا (قوله فإن قلت الخ) المناسب لقوله: والسبر الخ أن لا يأتي بهذا السؤال بل يأتي بالتعليل، فيقول لأن القدرة الخ وهكذا يقال فيما بعد (قوله صفة القدرة) الأولى الكون قادرا (قوله نسبة واحدة) لأن القدرة وجود الممكنات وعدمها فهما سواء بالنسبة إليها فلا وجه لترجيحها أحد الأمرين على الآخر (قوله فما بالها الخ) استفهام انكاري بمعنى النفي: أي فلا وجه لتعلقها بإيجاد الخ (قوله بإيجاد) الأولى بوجود (قوله على الخصوص) متعلق بإيجاد ويغني عنه ما بعده (قوله بدلا عن مقابله) هو عدمه (قوله وفي هذا الزمان الخ) أي وما بالها تعلقت بوجوده في هذا الزمان الخ (قوله والأزمان الخ) جملة حالية (قوله للفعل) أي للفعل فيه (قوله وحينئذ) أي وحين إذ خصص الفاعل هذا الزمان للفعل فيه (قوله ثم) للترتيب الذكرى فقط (قوله كل ممكن) أي من الممكنات المتقابلات (قوله عبارة عن الصفة المؤثرة الخ) فالقدرة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام