فهرس الكتاب
الصفحة 130 من 517

إلى درجة الوجود، فالقدح بعدم وجودها مع تسليم ثبوتها لا يضر ّ شيئا في دليل الحدوث، وإنما يضر بالدليل الاصرار على عدمها وهو باطل على الضرورة، وقد أطال المتكلمون معهم في الاستدلال على وجودها من غير حاجة إليه أصلا. والجواب عن الثاني: وهو ادعاء الكمون والظهور أنه يؤدي إلى اجتماع الضدّين في المحل الواحد، لأن الجوهر إذا تحرك والسكون كامن فيه زمن حركته اجتمع الضدان فيه ضرورة، فالكمون والظهور اللذان فأما بالعرض ويتعاقبان عليه إن كان ينعدم أحدهما عند وجود الآخر، فقد نقضوا أصلهم في كمون الأعراض ولزمهم ما فروا منه، وهو ملازمة الجواهر للحوادث. وإن قالوا بكمونهما وظهورها أيضا لزم التسلسل. والجواب عن الثالث: وهو انتقال الأعراض من محل إلى محل، وعن الرابع: وهو انتقالها من قيام بنفسها إلى قيام بمحل، وبالعكس أن كلا من الأمرين يؤدّي إلى قلب حقيقة العرض، فإن الحركة مثلا حقيقتها انتقال جوهر من حيز إلى حيز، فلو قامت هي بنفسها أو انتقلت هي لزم قلب هذه الحقيقة، وأيضا لو انتقلت لزم انتقال بها، وذلك الانتقال ينتقل أيضا فيقوم به انتقال، وذلك يؤدّي إلى التسلسل وقيام المعنى بالمعنى.

الأجرام (قوله إلى درجة الوجود) الإضافة للبيان (قوله بالدليل) أي دليل حدوث العالم المذكور هنا (قوله على عدمها) أي انتفائها (قوله على وجودها) أي الأعراض (قوله من غير حاجة إليه) أي إلى الاستدلال لأنه ضروري أو من غير حاجة إلى الطول، لأن القدر الذي قلناه كاف (قوله اجتمع الضدان) أي في محل واحد واجتماع الضدين في محل واحد محال، فما أدّى إليه وهو الكمون باطل (قوله وأيضا الخ) أي والجواب أيضا عن الثاني ... (قوله قاما بالعرض) كالحركة فإنها عند حصولها اتصفت بالظهور، وعند كونها حال حصول السكون قد اتصفت بالكمون، فالحركة قام بها السكون والظهور في آنين (قوله فقد نقضوا أصلهم الخ) لأن أصلهم أن الأعراض تكمن ولا تنعدم، والكمون والظهور من جملة الأعراض الزائدة، ومتى ثبت أن الكمون أو الظهور ينعدم ثبت حدوثه وهما ملازمان للجرم وملازم الحادث حادث، فقد ثبت المطلوب الذي فروا منه، وهو ملازمة الجواهر للحوادث (قوله في كمون الأعراض) في بمعنى من البيانية (قوله وإن قالوا الخ) مقابل قوله إن كان ينعدم الخ فالأولى وإن كان لا ينعدم عند وجود الآخر بأن كمن (قوله بكمونهما) أي بأن كان الكمون يكمن عند وجود الظهور والظهور يكمن عند وجود الكمون (قوله وظهورهما) أي بأن الكمون يظهر عند عدم الظهور ويظهر الظهور عند عدم الكمون (قوله لزم التسلسل) مثلا لو كانت الحركة كامنة أو ظاهرة فلا بد من قيام كمون أو ظهور بها أوجب لها ذلك الحكم. ثم ذلك الكمون أو الظهور لا بد أن يكون كامنا أو ظاهرا ولا يكون ذلك إلا بقيام كمون أو ظهور به أيضا وهلم جرّا (قوله لزم قلب هذه الحقيقة) أي لأن الانتقال من لوازم الأجرام، فقد قلبوا الحقيقة، فجعلوا لازم الجرم لازما للعرض، وهذا قلب لحقيقة العرض، لكن للخصم أن يمنع ذلك، ويقول هذا إنما جاءكم من جعل الحركة انتقال الجوهر من حيز إلى حيز، ونحن لا نقول بذلك لجواز أن تكون غير هذا، والمانع لا يلزمه البيان (قوله وقيام المعنى بالمعنى) هو قيام الانتقال بالانتقال

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام