أو لغيره كالجسم البسيط فإنه يقبلها بواسطة المقدار أو تكون الأقسام مختلفة كالبدن المنقسم إلى الأعضاء المختلفة، وهو الواحد بالاجتماع ويسمى الواحد بالتركيب والواحد بالارتباط، وإذا عرفت هذا: فاعلم أن المراد من كونه جل وعلا واحدا نفى قبوله الانقسام ونفي نظير له تعالى في الألوهية وحاصله نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة، وفي معنى نفي نظير له تعالى في الألوهية نفي شريك معه في جميع الممكنات فلا مؤثر في جميعها سواه، فهو الواحد في ذاته: أي غير مؤلف من جزءين فأكثر، والواحد في صفاته فلا مثل له ولا نظير، والواحد في أفعاله فلا شريك له فيها ولا ضد ولا وزير، وليست الوحدة الثابتة لذاته تعالى بمعنى تناهيه في الدقة والصغر إلى حد لا ينقسم وإلا لزم أن يكون جوهرا فردا، ولا بمعنى أنه معنى من المعاني لأن المعاني لا تقبل الانقسام، وإلا لزم أن يكون صفة غير قائم بنفسه، بل محتاجا إلى محل يقوم به، وقد سبق
الحد ّ فإن الخط ما تركب من نقطتين (قوله أو لغيره) أي أو يقبل القسمة لغير ذاته (قوله كالجسم البسيط) هو ما تركب من أجزاء غير مختلفة الطبيعة كالحجر والماء والتراب والعسل (قوله فإنه يقبلها بواسطة المقدار) هذا مبني على مذهب الفلاسفة من أن المقدار أمر وجودي، وأما مذهب أهل السنة فالمنقسم لذاته الأجسام والمقادير أمور اعتبارية لا تنقسم لذاتها (قوله إلى الأعضاء المختلفة) أي بالاسم والحد ّ (قوله بالاجتماع) الباء للملابسة: أي المتلبس بأجزاء مجتمعة (قوله وإذا عرفت هذا) أي ما تقدم من معنى الوحدة وأقسامها (قوله في الألوهية) أي كونه معبودا بحق، وفي الكلام حذف: أي ونفي نظير له في الصفات ونفي أن يكون له شريك في الأفعال (قوله وحاصله) أي المراد المذكور (قوله نفي الكمية الخ) نسبة إلى كم لأن المراد بها ما يسأل عنه بكم، وميم الكمية مخففة عند المحققين إذ النسبة إلى الثنائي ّ الصحيح الثاني غنية عن تضعيفه والكمية المتصلة في الذات هي تركب الذات من أجزاء، وفي الصفات أن يقوم به تعالى قدرتان فأكثر أو علمان فأكثر وهكذا والكمية المنفصلة في الذات أن يوجد ثم إلهان أو أكثر وفي الصفات أن تكون ثم صفة مثل الاله قائمة بذات أخرى، وفي الأفعال أن يكون ثم من يؤثر شيئا من دون الله (قوله فهو الخ) تفريع على الحاصل (قوله أي الخ) تفسير للواحد في ذاته وهو أخص من المفسر فالمطابق أن يقول: أي غير مؤلف من جزءين ولا نظير له في ذاته (قوله فلا مثيل له ولا نظير) أي في صفاته كما هو السياق والمثل هو المشارك في جميع الصفات والشبيه هو المشارك في أكثر الصفات، والنظير هو المشارك في شيء ولو واحدا (قوله في أفعاله) هي جميع الممكنات، وكان الأولى أن يقول: في الأفعال لأن ظاهر لفظه يوهم انقسام الممكنات إلى قسمين أحدهما أفعاله دون الثاني وهذا قول المعتزلة (قوله فلا شريك له منها) أي مستقل ّ بحيث يقاسمه في الفعل ويفعل كل واحد منهما على حدته (قوله ولا ضد ّ) أي لا مضاد ومعاند يمنعه من الفعل (قوله ولا وزير) أي معاون يعاونه على الفعل، وكان الأولى تقديمه على الضد ّ لأن الوزير غير مضاد كالشريك (قوله لأن المعاني لا تقبل الانقسام) وما سبق من أن المقدار يقبل الانقسام لذاته: أي مع أنه معنى فعلي مذهب الفلاسفة وما هنا على مذهب المتكلمين (قوله وإلا الخ)