فهرس الكتاب
الصفحة 224 من 517

المشهورة، وذلك أن العقلاء اختلفوا هل يجوز أن يكون خاصيتا عرضين مختلفتين ثابتين لذات واحدة كسواد هو حلاوة لاجتماع خاصيتي السواد والحلاوة أم لا، فالذي أحال ذلك وهو الحق الذي لامرية فيه طرده في الصفات الأزلية، ودليل المحققين على ابطال سواد حلاوة أنه يلزم منه ثبوت التضاد ونفيه على موضوع واحد، فإن السواد لا يضاد الحلاوة ويضاد البياض والحلاوة لا تضاده فاذا اجتمعت الخاصيتان لذات واحدة ثبت التضاد، وانتفاؤه وذلك محال قال المقترح: واعلم أن مسئلة سواد حلاوة إنما تلزم على مذهب من قال بثبوت الأحوال. أما من نفاها وقال أخص وصف الشيء وجوده فمحصول القول باجتماع خاصيتين لذات واحدة أن يكون الوجودان وجودا واحدا وذلك محال أيضا وهذا كله يطرد في الصفات الأزلية فلو ثبت لشيء واحد خاصية القدرة، والعلم للزم منه أن يضاد الجهل وأن لا يضاده وذلك محال، ويلزم أن يكون الوجودان وجودا واحدا وهو محال.

(ص) قالوا ويلزم من وجودها تعليل الواجب وذلك مستلزم جوازه.

(قوله المشهورة) أي بين العقلاء (قوله وذلك) أي وبيان ذلك أي بيان كون التكلم بالمنع مبناه هذه المسألة المشهورة (قوله خاصيتا عرضين مختلفين) أي في الحقيقة، وليس بينهما غاية التنافي كالسواد والحلاوة وخاصيتهما الكون سوادا والكون حلاوة (قوله ثابتين) خبر يكون ... (قوله لذات واحدة) المراد بالذات الحقيقة الشاملة لحقيقة الذات والصفة (قوله كسواد الخ) تمثيل للذات الواحدة التي ثبت لها خاصية العرضين المختلفين، والمراد السواد المعين (قوله لاجتماع الخ) علة لمحذوف: أي وهذا التمثيل صحيح لاجتماع خاصيتي السواد والحلاوة وهما الكون سوادا والكون حلاوة ويلزم من اجتماع الخاصتين اتحاد العرضين (قوله على ابطال) أي بطلان (قوله على موضوع واحد) على بمعنى في والموضوع بمعنى المحل: أي في شيء واحد معين كالسواد الجزئي (قوله فإن السواد) أي من حيث اتصافه بالكون سوادا (قوله لذات واحدة) هي السواد (قوله المقترح) هو الفهري (قوله إن مسألة الخ) أي حكمها وهو ثبوت التضاد وعدمه في محل واحد (قوله إنما يلزم الخ) لأن السواد من حيث اتصافه بالكون سوادا يضاد البياض ومن حيث اتصافه بالكون حلاوة لا يضاده وهذان الكونان من الأحوال ... (قوله أخص وصف الشيء وجوده) أي وليس ثم وصف خاص به غيره لا أكوان ولا غيرها والشيء إنما يتميز عن غيره بالسلب لا بالفصول (قوله أن يكون الوجودان الخ) والوجود عين الموجود ثم إن قوله أن يكون الخ يتأتى على القول الأوّل أيضا (قوله وهذا كله) أي لزوم اتحاد الوجودين فأكثر ولزوم التضاد وعدمه (قوله يطرد الخ) فليس قاصرا على السواد والحلاوة ونحوهما بل يأتي في الصفات الأزلية أيضا (قوله للزم الخ) أي إن قلنا بثبوت الأحوال (قوله ويلزم الخ) أي إن قلنا بثبوت الأحوال أو نفيها كما علمت (قوله قالوا) الضمير للمعتزلة النافين لوجود المعاني (قوله ويلزم الخ) إشارة إلى شرطية قائلة لو وجدت المعاني للزم تعليل الواجب وحذف الاستثنائية القائلة لكن تعليل الواجب باطل وذكر دليلها وأقامه مقامها وهو قوله وذلك الخ (قوله من وجودها) أي المعاني (قوله الواجب) أي المعنوية (قوله وذلك) أي تعليل الواجب (قوله يستلزم جوازه)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام