أما المثال الأول:
فهو اليهود، وقد ذكر الشافعي في [الأم] ، وشيخ الإسلام في مواضع من كتبه، وكذا غيرهما: أن كثيراً من اليهود كانوا يفردون الله بالعبادة، ويوحدونه، لكنهم كفروا بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فلم يتَّبعوه، ولم يؤمنوا بشِرْعَتِه، فكفروا مع توحيدهم؛ ولذلك استحل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أموالهم ودماءهم، وسبى نساءهم، وما إِلى ذلك.
أما المثال الثاني:
فما وقع من بني حنيفة - أصحاب مسيلمة الكذاب - الذين كانوا يتشهدون الشهادتين، ويصلون، ويصومون، وما إِلى ذلك، إلا أنهم لم يفردوا النَّبِيّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - بخاتمية الرسالة، ويكذِّبوا بالكذَّاب مسيلمة - مدعي النبوة - ولذا استحل أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أموال بني حنيفة ودماءهم - وسبق -.
وأما الثالث:
فهو ما وقع من تشيع لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، بل ادعيت فيه الإلهية - وسبقت قصة ذلك - ومع ذلك كانوا يتشهدون، وكانوا يصلون، وما إِلى ذلك، لكن لما وقع منهم الكفر وهو أحد أمرين:
· أما الأول: فما يحكى أنهم ادَّعوا فيه الإلهية.
· وأما الثاني: ادّعاؤهم أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أوصى لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنبوة والرسالة.
فما كان من علي - رضي الله عنه - إلا أن خَدَّ لهم الأخاديد، ثم أضرم ناراً،