ينطق بأن التوحيد المدعو إِلَيْهِ قد فُهِمَ وعُرِفَ، وليترك ليؤخذ غيره، فهذا فيه دلالة على أن الشيطان أراد به الكيد والمكر حتى يوقعه في خفايا نواقض ذلك.
أما الفائدة الثالثة:
فقوله: (وتفيد أَيْضاً أن المسلم المجتهد - أَيْ: الذي اجتهد في أمر - إِذَا تكلم بكلام الكفر وهو لا يدري فنُبِّه على ذلك وتاب من ساعته أنه لا يكفر) وهو يذكر هنا مسألة العذر بالجهل لمثل حدثاء عهد بإيمان إِذَا ذُكِّروا بأن ما قالوه غلط وأنه من الكفر والشرك ثم تابوا ورجعوا، فإن ذلك لا يضره شيئاً؛ ولذلك قال المصنف - يرحمه الله: (كما فعل بنوا إسرائيل، والذين سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني في قصة ذات أنواط -) .
أما الفائدة الرابعة:
فقوله: (وتفيد أَيْضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً شديداً) تغليظ الكلام هو تخشينه؛ وما ذلك إلا لأن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قد غَلَّظَ الكلام على من قال: (اجعل لنا - يا رسول الله - ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) ، وكان تغليظ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بأمور ثلاثة:
أولها:
تسبيحه - صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ - متعجباً ومنَزِّها الله - سبحانه وتعالى -.
وثانيها:
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: '' قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي