فهرس الكتاب
الصفحة 141 من 239

وطلب الشفاعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - عندهم ليس عبادة وإنما هو سؤال شفاعة مُشَفَّع في يوم عصيب.

فهذه الشُّبْهَة فَنَّدَهَا المصنف - يرحمه الله - بذكر شيئين:-

أما الأول:

فهو أن الشفاعة نوع سؤال وطلب، فهي من جنس الدعاء، وسبق أن الدعاء هو العبادة، فقد أخرج أبو داود في [سننه] من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ) وقد صححه النووي في [الأذكار] ، وقال الحافظ بن حجر في [فتح الباري] : ''إسناده جيد''، فيه دلالة واضحة على أن الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ فَإِذَا كان ذلك الأمر من جنس الدُّعَاء، وعُلِمَ أن الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ فَصَرْف الْعِبَادَةِ لغير الله شِرْك أكبر مخرج من الملة.

أما الأمر الثاني:

فهو أن الشفاعة لا يملكها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يملكها غيره، وإنما المالك لها حقيقة هو الرب - سبحانه وتعالى -، فَإِذَا عُلِمَ أن الله - عز وجل - هو مالك الشفاعة، وأنه لا شفاعة إلا بإذنه - سبحانه وتعالى - ورضاه كان الواجب المتعين هو طلب الشفاعة من الله أَيْ: أن يأذن الله أن يُشفع لفلان، فتقول: اللهم شفِّع رسولك فِيَّ، اللهم شفِّع نبيك فِيَّ، ونحو ذلك، فيكون السؤال حينئذ لله - سبحانه وتعالى -، وإنما ذكر ذلك؛ لأن الله هو مالك الشفاعة فالرسول لا يملك ذلك، والصالحون لا يملكون ذلك، والملائكة لا يملكون ذلك، فدلت دلالة النقل ودلالة العقل على بطلان تلك الشُّبْهَة التي تَعَلَّقَ بِهَا الْمُبْطِلون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام