فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 239

تقوم في الأصل على توحيد المعرفة والإثبات.

يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب في بعض رسائله: (توحيد العبادة مبني على توحيد الربوبية) .

وبيانه:

أنه كيف يوحِّد الإنسان الرب في العبادة وأفعاله التي يتقرب بها إلا إِذَا أيقن وجزم أن اللّه هو المستحق لذلك، ولا يوقن إلا إِذَا عرف اللّه بكماله وتمام صفاته وجميل فعاله وما إِلى ذلك، ومِنْ ثَمَّ كان توحيد المعرفة والإثبات هو أصل التوحيد وهو الذي ينبني عليه توحيد العبادة؛ ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه اللّه: (توحيد العبادة متضمن لتوحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد المعرفة والإثبات يلزم منه توحيد العبادة) .

بيان ذلك:

أن توحيد المعرفة والإثبات المُتَعَلِّق بتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية يستلزم أن تفرد اللّه في العبادة، فَإِذَا أيقنت أن الله هو المستحق للكمال المطلق وأنه هو الخالق الرازق الْمُحْيِي المميت إلى آخِره؛ فلا يجوز لك عقلاً ولا شرعاً أن تصرف الشيء إِلى غير أهله: فتعبد غير الله وترجو غير اللّه وتحج إِلى غير اللّه وتصلى لغير الله، وأما كون توحيد العبادة يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات؛ فهو أنه ما عُبدَ إلا لأنه صاحب الكمال المطلق وأنه هو المستحق للعبادة - سبحانه وتعالى -، فقول المصنف (لا يصلح منه شيء لغيره) أَيْ: لو وقَع لما صَلُحَ، فلا يصلح أن يَصْرِفَ العبد عبادته لغير الرب، لأن غيره غير مستحق للعبادة فكيف تصرف إِليْهِ؟ هذا لا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام