وهو آخر الرسل - صلى الله عليه وسلم -.
وأما الإجماع:
فقد حكاه غير واحد من أهل السنة ومنهم اللالكائي كما في [شرحه لاعتقاد أهل السنة] ، وابن عبد البر كما في [التمهيد] و [الاستذكار] ، وكذلك ابن بطة العُكْبَري في [كبرى الإبانتين] ، وكذا غيرهم.
وأما الحِس.
فَرَوَى المتقدِّم للمتأخر وتَنَاقَل الناس ذلك أنه لم يُبْعَثْ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - رسولٌ ولا نبي، وأن الدعاوي التي ذكرها بعضهم إنما هي كاذبة مفتراة، وما هو إلا مصداق قولة النبي - صلى الله عليه وسلم - (يأتي بعدي ثلاثون كذابون كُلٌّ يَدِّعِي أنه نبي) والحديث أخرجه أحمد [1] وكذا غيره.
وهاهنا إشكال يَتَعَلَّق بإثبات الخاتمية للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يذكره أهل العلم وهو أنه قد ثبت أن عيسى بن مريم صلى اللّه عليه وعلى نبينا محمد أفضل صلاة وتسليم ينْزل في آخر الزمان ليقتل الدجال ويملأ الدنيا عدلاً، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في [المنهاج] و [المجموع] وغيرهما: (تواترت بذلك الأخبار والنصوص) ، ومن ذلك ما أخرجه الطبراني في [أكبر معاجمه] وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد] : 'ورجاله رجال الصحيح' من حديث ابن أسيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (ثم ينْزل عيسى بن مريم من المغرب يحكم على ملتي لا
(1) ومن الأحاديث التي رواها أحمد بهذا المعنى حديث طويل فيه ( ... وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لا نَبِيَّ بَعْدِي ... ) ورواه مسلم أَيْضاً.