فهرس الكتاب
الصفحة 154 من 239

قال المصنف - يرحمه الله: (وَسِرُّ الْمَسأَلَةِ أنَّهُ إِذَا قَالَ:(أَنَا لاَ أُشْرِكُ بِاللَّهِ) فَقُلْ لَهُ: وَمَا الشِّرْكُ بِاللَّهِ فَسِّرْهُ لِي؟ فَإِن قَالَ: هُوَ عِبَادَةُ الأَصْنَامِ، فَقُلْ لَهُ: وَمَا عِبَادَةُ الأَصْنَامِ؟ فَسِّرْهَا لِي؟ وَإِنْ قَالَ: أنَا لاَ أعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ، فَقُلْ: مَا مَعْنَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ؟ فَسِّرْهَا لي؟ فَإِنْ فَسَّرَهَا بِمَا بَيَّنَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَهْو الْمطْلُوبُ. وَإِن لَمْ يَعْرِفْهُ فَكَيْفَ يَدَّعِي شَيْئًا - وَهُوَ لاَ يَعْرِفُهُ -؟ وَإنْ فَسَّرَهُ بِغَيْرِ مَعْنَاهُ بَيَّنْتَ لَهُ الآَيَاتِ الْوَاضِحَاتِ فِي مَعْنَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ أنَّهُ الَّذِي يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بِعَيْنِهِ، وَأَنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ - هِيَ التِي يُنْكِرُونَ عَلَيْنَا، وَيَصِيحُونَ مِنْهْْ كَمَا صَاحَ إِخْوَانُهُمْ حَيْثُ قَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [1]

هذه الجملة أراد بها المصنف - يرحمه الله - أن يبين حقيقة المسألة السابقة التي فيها حكاية شبهات الْمُبْطِل الخصم المُتَعَلِّق بتلابيب الشرك ظاناً أنه على توحيد وحق؛ وهي طلب تفسير الشرك والعبادة.

فإن فَسَّرَ فلا يخلو تفسيره من أحد وجهين:

· أما الأول: فهو أن يذكر التفسير الحق المبين.

· وأما الثاني: فهو أن يذكر تفسيراً مغايراً للحق والصواب.

فإن غاير؛ فإنه حينئذٍ يُبَيَّن له الحق، ويُبَيَّن له بطلان الوجه الذي ذكره، وإن ذكر الشيء على ما هو به - أَيْ: فسر العبادة على وجهها الصحيح وفسر الشرك على وجهه الصحيح - يبين له حينئذ

(1) سورة ص] 5 [.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام