فهرس الكتاب
الصفحة 109 من 901

وإن كان بين البلدين وبين القريتين وبين المنزلين فراسخ

والبصير من بني آدم لا يدرك ببصره شخص آخر من بني آدم وبينهما فرسخان فأكثر وكذلك لا يرى أحد من الآدميين ما تحت الأرض إذا كان فوق المرئي من الأرض والتراب قدر أنملة أو أقل منها بقدر ما يغطى ويوارى الشيء وكذلك لا يدرك بصره إذا كان بينهما حجاب من حائط أو ثوب صفيق أو غيرهما مما يستر الشيء عن عين الناظر فكيف يكون يا ذوى الحجا مشبها من يصف عين الله بما ذكرنا وأعين بني آدم بما وصفنا

ونزيد شرحا وبيانا نقول عين الله عز وجل قديمة لم تزل باقية ولا يزال محكوم لها بالبقاء منفي عنها الهلاك والفناء وعيون بني آدم محدثة مخلوقة كانت عدما غير مكونه فكونها الله وخلقها بكلامه الذى هو صفة من صفات ذاته وقد قضى الله وقدر أن عيون بني آدم تصير إلى بلاء عن قليل والله نسأل خير ذلك المصير وقد يعمي الله عيون كثير من الآدميين فيذهب بأبصارها قبل نزول المنايا بهم ولعل كثيرا من أبصار الآدميين قد سلط خالقنا عليها ديدان الأرض حتى تأكلها وتفنيها بعد زوال المنية بهم ثم ينشئها الله بعد فيصيبها ما قد ذكرنا قبل في ذكر الوجه فما الذي يشبه يا ذوى الحجا عين الله التي هي موصوفة بما ذكرنا عيون بني آدم التي وصفناها بعد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام