وزعم بعض الجهمية أن معنى قوله خلق الله آدم بيديه
أى بقوته فزعم أن اليد هي القوة وهذا من التبديل أيضا وهو جهل بلغة العرب والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب لا اليد فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس والمناظرة
قد أعلمنا الله عز وجل أنه خلق السماء بأيد واليد واليدان غير الأيد إذ لو كان الله خلق آدم بأيد كخلقه السماء دون أن يكون الله خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس ( ^ ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى )
ولا شك ولا ريب أن الله عز وجل قد خلق إبليس عليه لعنة الله أيضا بقوته أي إذا كان قويا على خلقه فما معنى قوله ( ^ ما منعك إن تسجد لما خلقت بيدى ) عند هؤلاء المعطلة والبعوض والنمل وكل مخلوق فالله خلقهم عنده بأيد وقوة
وزعم من كان يضاهي بعض مذهبه مذهب الجهمية في بعض عمره لما لم يقبله أهل الآثار فترك أصل مذهبه عصبية زعم أن خبر ابن مسعود الذى ذكرناه إنما ذكر اليهودي أن الله يمسك السموات على أصبع . . . . الحديث بتمامه وأنكر أن يكون النبي ضحك تعجبا وتصديقا له
فقال إنما هذا من قول ابن مسعود لأن النبي إنما ضحك تعجبا لا تصديقا لليهودى وقد كثر تعجبي من إنكاره ودفعه هذا الخبر وكان يثبت الأخبار في ذكر الأصبعين
قد احتج في غير كتاب من كتبه بأخبار النبي