ولا يقول مركب فيه العقل لأحد من بني آدم وجهك شبيه بوجه الخنزير ولا عينك شبيهة بعين قرد ولا فمك فم دب ولا شفتاك كشفتي كلب ولا خدك خد ذئب إلا على المشاتمة كما يرمي الرامي الإنسان بما ليس فيه
فإذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا ثبت عند العقلاء وأهل التمييز أن من رمى أهل الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم بالتشبيه فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان وخالف الكتاب والسنة وخرج من لسان العرب
وزعمت المعطلة من الجهمية أن معنى الوجه الذى ذكر الله في الآى التي تلونا من كتاب الله وفي الأخبار التي روينا عن النبي كما تقول العرب وجه الكلام ووجه الثوب ووجه الدار فزعمت لجهلها بالعلم أن معنى قوله وجه الله كقول العرب وجه الكلام ووجه الدار ووجه الثوب وزعمت أن الوجوه من صفات المخلوقين
وهذه فضيحة في الدعوى ووقوع في أقبح ما زعموا أنهم يهربون منه فيقال لهم أفليس كلام بني آدم والثياب والدور مخلوقة فمن زعم منكم أن معنى قوله وجه الله كقول العرب وجه الكلام ووجه الثوب ووجه الدار أليس قد شبه على أصلكم وجه الله بوجه الموتان لزعمكم يا جهلة أن