فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 901

كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل أن لبني آدم وجها وللخنازير والقردة والكلاب والسباع والحمير والبغال والحيات والعقارب وجوها قد شبه وجوه بني آدم وجوه الخنازير والقردة والكلاب وغيرها مما ذكرت

ولست أحسب أن أعقل الجهمية المعطلة عند نفسه لو قال له أكرم الناس عليه وجهك يشبه وجه الخنزير والقرد والدب والكلب والحمار والبغل ونحو هذا إلا غضب لأنه خرج من سوء الأدب في الفحش في المنطق من الشتم للمشبه وجهه بوجه ما ذكرنا ولعله بعد يقذفه ويقذف أبويه

ولست أحسب أن عاقلا يسمع هذا القائل المشبه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا إلا ويرميه بالكذب والزور والبهت أو بالعته والخبل أو يحكم عليه بزوال العقل ورفع القلم لتشبيه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا

فتفكروا يا ذوى الألباب أوجوه ما ذكرنا أقرب شبها بوجوه بني آدم أو وجه خالقنا بوجوه بني آدم فإذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم فكيف يلزم أن يقال لنا أنتم مشبهة

ووجوه بني آدم ووجوه ما ذكرنا من السباع والبهائم محدثة كلها مخلوقة قد قضى الله فناءها وهلاكها وقد كانت عدما فكونها الله وخلقها وأحدثها

وجميع ما ذكرناه من السباع والبهائم لوجوهها أبصار وخدود وجباه وأنوف وألسنة وأفواه وأسنان وشفاه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام