قال أبو بكر هذا الخبر عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد جميعا لأن في الخبر أن أبا سعيد قال لأبي هريرة أشهد أن النبي قد قال قال الله ذلك لك وعشرة أمثاله
فهذه المقالة تثبت أن أبا سعيد قد حفظ هذا الخبر عن النبي على ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه إلا أنه حفظ هذه الزيادة قوله ذلك لك وعشرة أمثاله وأبو هريرة إنما حفظ ذلك لك ومثله معه وهذه اللفظة التي ذكرها أبو هريرة ومثله معه لا تضاد اللفظة التي ذكرها أبو سعيد وهذا من الجنس الذى ذكرته في كتابي عودا وبدءا أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذى الأجزاء والشعب لا تريد نفيا لما زاد على ذلك العدد وهذا مفهوم في لغة العرب
لو أن مقرا قال لآخر لك عندى درهم معه درهم ثم قال بعد هذه المقالة لك عندى درهم معه عشرة دراهم لم تكن الكلمة الثانية تكذيبا لنفسه للكلمة الأولى لأن من كان معه عشرة دراهم فمعه درهم من العشرة دراهم وزيادة تسعة دراهم على الدرهم وإنما يكون التكذيب لو قال في الابتداء لك عندي درهم لا أكثر منه أو قال في الابتداء ليس لك عندى أكثر من